سلا هل أقام الركب أم ظعن الوفد   فإني أسير الحب عندهم فافدو
وهيهات أن يفدي فؤاد متيم   متممه شوق ومالكه الوجد
لك الله من وفد يمان اذا سروا   يسير أسير القلب وهو بهم يحدو
سروا يقطعون البيد والبيد أبيض   وخاضوا ظلام الليل والليل مسود
بكوم اذا الاعناق مدت بقيعة   فارزامها الاعناق والنصر والوخد
من العرفيات النجاة كأنها   ولائد ان حنت فأوطانها المهد
مراسيل كم تطوى بها شقة النوى   وينشر بعد الطي من سيرها البرد
اذا نفحت ريح الخزامى رايتها   خزامتها أو فاح من عالج رند
مهاري اذا نجدا بلغن واهله   رجعن ومنهن الظهور لنا نجد
خليلي ليس البعد ان شط حيهم   ولاكنه والله هجرهم البعد
فيا ليت شعري هل تحط ركائبي   بربع به ظل الحبائب ممتد
وهل انظرن بعد التفرق والنوى   ديارا بها للسالكين لنا عهد
ديارا بها روض المحاسن يانع   ولاكن دون الشوك لايجتني ورد
ديار التي عبد انها سادة الورى   ولا سيد الا وهو لهم عبد
من اللائي يحمي الشمس والبدر نجمها   من الخسف واللاءي خشى خشفها الأسد
فحجبة قد لاح بعض حمالها   تباهت به ليلى وتاهت به هند
فما هامت العشاق في غير حسنها   ولا نالهم من غيرها الوصل والصد
ولا عانق الشجعان من قبلها القنا   ولاكن نقا من روضها يشبه القد
ولا سكر الندمان الا بريقها   ولا قد حلا الا بقطرته الشهد
ولا أطربت الحان إلا بنغمة   بها امتار في الأسماع من نطفها الصد
ولا كان من لين وطيب ولذة   ولا حسن الا من محاسنها يبدو
فآونة در وأخرى جواهر   وآونة عود وآونة ند
فهل أردن من عين ماضي مناهلا   بها لي منى فالنيل في جنبها ثمد
وهل انظرن وجه البشير محمد   ويلقى على عيني القميص فترتد
إمام ترى البحر المحيط مشابها   لأفعاله لو دام من فيضه المد
فلا حرج حدث عن البحر مثله   فأوصافه والبحر ليس لها عد
وان رويت يوما صحاح حديثها   فبالعجز عن تعدادها يحكم السرد
شمائله علم وأفعاله هدى   وأقواله حكم وأفضاله زهد
وبدر به حفت كواكب اسرة   أعزة ليس المجد الا بهم مجد
سراة هدى سيارة وثوابث   لها الشرف الا على المنازل والسعد
لهم خدمة الخدام ربح اذا رضوا   وان قبلوا الامداح فهي لهم رصد
نجوم ولاكن ليس ياقل نورها   سيوف ولاكن لايقل لها حد
مواض اذا سلت يسيل مهابة   لها كل سيف ليس يمسكه غمد
لها كرم الاخلاق والخلق حلية   حمائلها الاحسان والحسن افرند
لئالي في تاج التجاني رصعت   به اتسقت منها الوسائط والعقد
وسيلتنا شيخ الشيوخ وشمسهم   ومن لاترى أنواره الاعين الرمد
ومعنى المعاني من دقائق لفظه   تكل لعمري عندها الالسن اللد
مليك ملوك العارفين الذي له   لأعوانهم جيش وأقطابهم جند
وماهم سوى الاعراض ليست لغيره   تقوم وما ان غيره الجوهر الفرد
فما رفعت أعلام في غير كفه   ولا رف الا منه فوقهم البند
وسائرهم ما سار الا بسيره   ولا كان الا منه في الطرق الرشد
إمام سليماني العطاء فملكه   لأي فتى لاينبغي قبل أو بعد
وشيخ خليلي الخلال مقامه   عليه سلام الله والأمن والبرد
فطوبى لمن قد سار بالجد سالكا   طريقته المثلى وطاب له الورد
وألقى عصى التسيار فيها مسلما   ولم يعش عن ذاك المقام ولم يعد
فلله من أبناء هو أبوهم   ويا حبذا الاحفاد يا حبذا الجد
ولله خصيصي الضمان الذي به   من المصطفى المختار مذ انجز الوعد
فجاروا فصاب السبق في كل حلية   ولم تجر منهم صافنات ولا جرد
كما لهم لايختشى النقص بعدهم   ووجدهم لايتقى بعده الفقد
حباهم بمحض الوهب لا الكسب ربنا   بما ليس يجدي فيه كدم ولاكد
فاصغر ماقد نال أصغرهم غدا   لأكبر من قد نال أكبر من جدو
هم القوم كل القوم مدحهم غنى   وخدمتهم قدس وجنتهم خلد
فكم نعمة عمت خديم جنابهم   عليها يجل الشكر والمدح والحمد
وكم فر من يعشو الى ضوء نارهم   بخير القرى عينا واردفه الرفد
أولائك سادتي الذين بمدحهم   عبيدهم وافى قصائده القصد
بمدحهم فخر القوافي وإنها   لأعرف بالتقصير مذ بلغ الجهد
إليكم أمد ضارعا كف سائل   فسائلكم ما ناله قهر أو رد
لعلى أضحى جائزا كل منية   لديكم وعيشي طيب بكم رغد
واكفى الذي اختشى فأنتم وقايتي   وجاهكم درعي الحصينة والزرد
زرعت مديحي ان قبلتم بفضلكم   ولابد بعد الزرع ان يدرك الحصد
بجدكم طه إليكم توسلي   نبي الهدى من لان من مشيه الصلد
عليه صلاة الله ثم سلامه   وآله والاصحاب من أزره شدو
وسيدنا الختم التجاني أحمد   وأتباعهم ما اهتزت الغصن الملد
وما فاض في الاكوان غيثنوالكم   وزمزم في ايماض برقكم الرعد
وما أينعت جنات منه وازهرت   وعفر في مسك الختام بها خد