ضمني بعض الاوقات والمجالس يوما بباب عجيسه المبارك في شبه نزهه بصاحبنا الفقيه العالم الاديب الشاعر المكثر المؤلف المدرس سيدي احمد سكيرج وصاحبنا الفقيه العالم التاجر الأديب اللبيب الحاج عبد الكريم بنيس وصاحبنا الفقيه الناسخ الشيخ الظريف سيدي محمد المعروف بالتونسي فجرت بيننا المذكره في علم البيان وانجر الي مبحث الفصاحه من التلخيص في قول العباس ابن الاحنف
سأطلب بعد الدار عنكم لتقربوا وتسكب عيناي الدموع لتجمدا
فقلت ان علماء البيان من المتكلمين علي التلخيص علي كثره اختلافهم في هذا البيت لم يذكروا معني المعاكسه فيما أعلم وهي أجلي الوجوه التي يرتفع بها التنافر في البيت فقال بنيس ان سيدي حمدون ابن الحاج قد ذكر ذلك في حاشيته ولم أكن رأيتها قبل وأخرج كراسا منها وجعل يسرد علينا المحل المقصود فقال سكيرج ينبغي ان ينظم هذا المعني يعني معاكسه الدهر ويزاد عليه ان الدهر يتفطن للذي يطلب نقيض مطلوبه ليظفر بمطلوبه كالعباس بن الاحنف فلا يسعفه بمراده ثم نظم بيتين ولم يرتضهما وقد نظمت في اليوم الثاني الماضي بعد الاجتماع هذا المعني وزياده في قطعه وهي هذه
الدهر ان نظرت في شكله وعكسه سجنجل الهند
يفطن ان غالطته في الذي تريده بالعكس والنبد
فان طلبت البعد كيماتنا ل القرب نلت غايه البعد
فلتطلب القرب ليجري علي عادته لتحظي بالقصد
وسنجنجل الهند مرءاه الهند المعروفه.