حكي الفتح بن سعد قال وافاني المطهر بفاس. الأرجه الارجاء الطيبه الانفاس. والزمان ربيع لاخريف. والهواء ظريف. والطعم غير حريف. في مقام شريف. وعيش رخيف. وظل وريف. فقضيت بها شهر الصيام. وشفعت المقام بالقيام. وشاهدت في جباه الليالي غرر الايام وتجافيت عن مضاجع النيام. وكنت ممن وفد لتهنيه شمس الخلافه العلويه والامامه. التي لاتحجبها غمامه. ولا يروع في حرمها شاهين حمامه حيث الوفود لهم دار المقامه. والضيافه علي طول الاقامه. وعرض المقامه. فلما كانت صبيحه العيد. وقال المغلس سعد أم سعيد. وقد أخذ الناس بالتجمل. بعد أخذهم بالتأمل. وبدا وجه الفطر أوضحا وحشر الناس ضحي. وأفاق النهم من سكرته وصحا. التحمت بسدي هاتيك الحاشيه. ورأنا المشاه والغاشيه. علي عتاق أفراس. تميس ميس العواتق بالاعراس. وتزري بحماحمها وصهيلها بسجع الحمائم بين الأغراس. وبغال فارهه. للمشاء ودوده وللهماز كارهه. من كل مطيه وطيه. غير مجفال ولا بطيه. انشط للعطو من الكريم للعطيه. ذوات سروج مفضضه ومذهبه. واعنه مفوفه ومهذبه. وقراييس لامقعره ولا محدده ولا محدبه. وأدوات ليس بغيرها معلمه ولا مؤدبه. بعد أن لبسنا الجديد والثمين. وأكلنا السميذ والسمين. واثرنا بالمفرحات والمفرجات الكمين وتقارضنا الثناء والمصافحه مع من بالمصافات قمين. من قريب وقرين وأمير وأمين. فلما خرجنا الي المصلي. وانتظمنا في سلك من جلي وصلي برز السلطان تقفوه المراكب والمواكب. وتحف به الملا كما حفت بالبدر الكواكب. في أبهي أبهه رغبه ورهبه. وأبهر بهجه هبه وأهبه. وقد جرت بنات الخيول. وجرت طواويسها الذيول. وشالت بخراطيمها الفيول وسالت بأعناق المتفرجين السيول. الاعلام خافقه. والاسواق نافقه والينابيع دافقه. والطبول طافقه. والاصوات والبوقات والمزامير متوافقه وكانما الربيع عاد عنفوانه. ولم يفت إبانه وأوانه. وقد تفتحت من الحلي والحلل اكمامه. وتفتقت أزهاره واختلفت ألوانه. وكسي الاكام والبطاح ورده ونرجسه وأقاحه واقحوانه. وأسه وياسمينه وسوسانه. وبنفسجه المسلول من قفاه لسانه. واطربت من المعازف والاغاني علي اعواد ورقه من ورقه في عيدنا عيدانه. وخدمتنا احراره وعبدانه. الي أن وصلنا الي المصلي وترجل الناس للصلاه. وضجوا لها ولاضجيج الحجيج بالفلاه وتقدم السلطان يتلوه الوزراء والكتبه والقضاه والولاه. فلما أديت السنن. وتمت النعم والمنن. واتبع السنن. وأخذ كل موضعه. واعمل بعد الاندلاق عضبه ومبضعه. وألقي بصره للخطبه ومسمعه. قام الخطيب واستقل. وقال وقد رشقته المقل. من الاكثر والاقل . صادعا بصوت جهوري. صادر عن ثغر جوهري. الحمد لله ارحم الرحماء واكرم الكرماء. واحلم الحكماء. هو الله لا اله الا هو سمك السماء. وأرسي المهاد علي الماء. وعلم أدم الاسماء. مؤمر الامور ومعمر المعمور. ومكور الدهور. ومصور الممهر والممهور. اوحده واحمده حمدا دائما ما دام كماله وألاؤه ومدده. وأصلي وأسلم علي رسوله إمام الرسل الرسول الامي الهادي المهدي رسول طاهر مطهر كلمه الحصي وما حصر حاصر عدد علاه ولا أحصي. طوع ماعصي. وأعطاه الله ولواءه ما لا أعطي موسي والعصا. أعلم وعلم وكرم وأكرم وكرم وواصل ووصل ووصي وعلي أله الاكارم. أهل المكارم. وأولي المراحم وأسد الملاحم. كرام أعلي الله علاهم ووالاهم وولاهم. وأولاهم ما أولاهم هدوا هداه وأموا مداه. صلي الله علي علاه وعلاهم. وسلم سلاما مسرمدا دائم. ما طعم طاعم وصام صائم. وأصمي رام ورام رائم. وحمد حامد ومدح مادح. وحصد حاصد وصدح صادح. وكد مكد وكدح كادح. وصلي مصل وسلم مسلم. وكمل مكمل وأسلم مسلم. وكلم مكلم أهل الاسلام. علي سائركم السلام. الا اعلموا واسمعوا واعلموا وعوا أطولكم لعمر الله ساعدا. أطوعكم لله مساعدا. وأفلحكم حللا أصلحكم حالا. وأحلكم حلالا. وما الصوم رحمكم الله طول الصدي والطوي لا والله الصوم وصل الهدي وصلم الهوي. داوم الارعوا. وصرم الاصرار وما حوي. الا والله ملككم مرادكم ومرامكم وكمل لكم أمركم. وأعلي علي لوح السهي رسمكم وسمركم وعملكم طولا وأولاكم ما أولي . أطعمكم وأرواكم حولا حولا. كرم موئلا ومولي. أطلع مطالعكم سعودا ومطامعكم وعودا. وردكم الي معاد عائد محمود العوائد. ممدود الموائد موطأ الوسائل والوسائد. مطهي العصائد. موصد المصائد . الا واسعدكم رحمكم الله سامع سمع وأطاع. وعمل ما علم واستطاع. لأمر لله ورسوله المطاع. مما مولاي رسول الله صلي الله علي علاه وسلم أودعه المسامع ورواه أله الئاليء اللوامع. لدي المعامع. مما هو معلوم لامعلول صح مداولا ودالا ومدلول. لطعام الطاعم لا لطمع الطامع. الا اطعموا رحمكم الله السائر والسائل. واكسوا العاري والعائل. ألا وأولاكم ولاء لأهل اللاواء. أولاد أدم وحواء. أهل اللحم والحلواء. كما الادي حكم حكمها. وأحكم محكمها. والمسلم السالم المحلل ما أحل الوحي المكرم والمحرم ما الله ورسوله علي أهله حرم. والله أسئل لي ولكم ردء السداد والالهام ودرء الالحاد والاوهام. والسلوك لأهدي المسالك. لا لادهي المهالك لا اله الا هو الملك المالك. ورحم الله امرءا ادعا وما ادعا. وروي وارعوي ووعي. وسعد وساعد ولصالح الاعمال سعي. ثم ان الخطيب جلس جلسته المضروب بها المثل في القصر. لالاعياء. ولا لعي ولاحصر ولا لإفراط في الخصر. وماكان الا كلمح البصر. حتي كر ثانيا. لعنان الخطابه ثانيا. وحرك من بمه وزيره مثالثا ومثانيا. وقال. وما استثقل ولا استقال. وكانما نشط من عقال. أحمد الله وله الحمد كما هو أهله وأصلي وأسلم علي طه محمد السامي علي كل هلال مهله. وعلي سائر الاده وأله. ما أل أمر الي مئاله. الله الله. سامحكم الله. ودعوا المطهر اكمل وداع. وادعوا الاهكم أكرم مدعو لسائل وداع. وسلوه دوام ملك إمامكم الامام الاوحد. إمام حد ما الله ورسوله لكم حد وعم عدله وطوله كل أحد. إمام علوي عالم. وملك سري سري سره ملء المعالي والمعالم. العلم رأس ملكه. والعدل أساس ملكه. والسعد والحلم حامله والرأي الاسد عامله. إمام همام سعد أمه وأمله. أدام الله عصره أسعد الاعصار. وأدار علي أعدائه. دوائر الاعصار. وأعلي مصره علي سائر الامصار. والله احمد لي ولكم واصلي واسلم علي روح الارواح وعلي أله اكمام الادواح. ماكر سحر ورواح. وهمي مطر سماء وسماح وسدد سمهري رماح. قال الراوي ثم ان الخطيب ترجل بعد ما ارتجل وقد سبق في الميادين كل أغر محجل. واستلم اليد الشريفه التي عن تشبيه أياديها بالبحر تجل. وقد لهجت بخطبتيه الالسنه. وطفقت لخلوهما بالسنه حتي كأنهما أبلغ من خطبه زياد. ومصقع المصاقع قس إياد. وانهما خطيبتا أعراس لاخطبتا أعياد. زانهما العطل عن حلي الاجياد. أو رمكتا مضمار الضمر الجياد. فللما انثني الموكب السلطاني تفديه الحجافل وتؤدي الي ذاته النبويه هناءها المحافل. وتمتري من بركات دعواته المستجابه الضروع الحوافل. في الفرائض والنوافل. وقد قامت العساكر المعسكره صفا. وقصفت رعود الانباط النافضه قصفا. وعصفت عواصف الزحام والاطيط عصفا. وعقدت السنابك من العثير سحائبا غير هاميه ولا هامعه. وبروق الاسنه من جوانبها بارقه لامعه والابصار والاسماع رائيه وسامعه. وقد رجع الجم الغفير علي غير مأتاه وهام كل حزب بما لديه وتاه. واصطحب كل فتي قتاه. اذ واتاه وتواصلت الارحام . وكثر الاسداء في الزياره والضيافه والالحام. من بني سام وحام.   يممت دار إمامنا الخطيب مع غلمه من انجب تلاميذه وقد تفرغ لرغفان درمكه وسميذه وتفرد في بهو مزخرف. علي سرير مرفرف. وبساط اعتدل واحرورف. في روض أريض. قد ذلل وريض وصف حسنه طويل عريض. وهواؤه صحيح ونسيمه مريض. وامامنا الخطيب.   يتأود تاود الغصن الرطيب. وقد عبق من اردانه الطيب والاكواب موضوعه. والاكواس مرضوعه. والرقاب خضوعه وقد وصله من الحضره الملوكيه علي حسن عروسيه المجلوتين عند الصلاه ماسني له به تنقيطهما من سني الجوائز والصلات. وما أصلت به مغمد الدواعي والبواعث أي اصلات. وهو ينشد ببال   رخي وصوت رخيم ثناء علي ذلك الجناب العلوي العلوي الفخيم. ونداء لنادي نداه من غير ترخيم. ويقول



ياعيد مطلعك السعاده   بحمي له الخيرات عاده
بحمي أمير المومني   ن بقيت ميمون الاعاده
ملك مدائحه غني   حقا وخدمته افاده
سبط لاكرم مرسل   لولاه ما عرفت مجاده
من معشر ملكوا القلو   ب مع الزمان بلا مقاده
فاعظم به تاجا لمف   رقهم وبالجيد القلاده
تاج المعالي والمعا   لم والعلوم المستجاده
بدر الهدي بحر الندي   أس السياسه والسياده
أربي علي المنصور في   تلك الجلاله والجلاده
وحسامه السفاح أف   ني ذا الابايه بالاباده
ما شئت من علم وحل   م في العباره والعباده
وهويت من حسن الحدي   ث روي تقاه عن قتاده
وطلبت من عدل وغح   سان شهامه أو شهاده
هيهات تدرك مدحه   مني الاشاره والاشاده
ولو انني فيه الكمي   ت أو الفرزدق ذو الاجاده
وحبيب طي والرضي   والبحتري ابو عباده
وابن الحسين أخو الفصا   حه والبلاغه لا البلاده
فله الهنا وله البها   بك بالزياره والزياده
والعز والنصر المعز   ز بالاراحه والاراده
ولتهن ياعيد علي   ه بالرفاده والوفاده
عيد سعيد دائما   عبد لسيد كل ساده


قال الفتح بن سعد فعلمنا ان إمامنا خطيب مشاعر. وكاتب شاعر وحادي أيانق وأباعد فهنيناه بازدياد اللهي. بعد الهناء بازدراد اللهي وانصرفنا وكل منا قد صار بمحاسن الممدوح. المقتبس منها حسن المادح مولعا مولها. وألسنتنا رطبه بالدعاء. بعد افعام الوعاء: لهذا السلطان . الذي يسلوا الغريب بحضرته الشريفه عن الاوطان. ولو التقتا عليه حلقتا البطان. والسماء التي يسقي منها ولايشقي بها الاشيطان وحمدنا الله تعالي الذي أحيا به موات الدين والادب. وأقام به أود العلم والفضل بعدما احدودب. حتي نسلت إليه العلماء والادباء من كل حدب. وطار كل منهم تحت ظلاله ودرج ودب. وصار مجازا من اجازته السنيه وجوائزه السنيه بالقنطار والاردب.