ألا في سبيل الله أدمان غربتي وتقريب تأويبي وتبعيد أوبتي
تغربت عن أهلي وأنسي وألفتي ولهوي وزهوي وانبساطي ونعمتي
وصرت الى قفر ووحش وفرقة وهم وغم وانقباض ونقمة
وفارقت من لو دام في العين تغاويا لكان لها كالنوم من بعد يقظة
وعاشرت من لو كان في الغرب قاطنا لصرت لأقصى الشرق في طي لمحة
وباينت من لو بان عني حقيقة لمت بأشواقي له ألف موتة
وعاينت من لو مالت العين نحوه أراه عليها شر وزر وزلة
فيا راكض الوجناء تجهد في السرى وتطوي الفيافي بقعة بعد بقعة
مجدا على كثبان رمل مهيلة وهائلة تربو على كل ربوة
وأبصرت في الصفراء صفرا ازائها ومن بعد الحمراء ذات الثنية