وودعنا فقال

أودعكم وفي قلبي حنين   ولي منه علي قرب أنين
فكيف إذا تطاول بي الزمان   ومرت من فراقكم سنون
أودعكم وقد أودعت قلبي   لديكم أيها العقد الثمين
وأرجو فضلكم في رعي ودي   فكلكم علي ودي أمين
وكل منكم خل وفي   بعهد لايخون ولا يمين
يحقق ذاك لي منكم عيان   إذا ما الأمر أشكل لايمين

فأجبته

لك المجد المؤثل مستبين   وعن أخلاقك الحسني مبين
وبرك لايزال به لساني   شكورا والحدذيث به شجون
كتبت لنا وداعك في كتاب   تعاطي كتبه أدب ودين
بنظم لو يباع لكان حقا   لأدني دره ثمن ثمين
براعته تباهي زهر روض   يراعته عريكتها تلين
يمينك كلما كتبت أجادت   وجادت بالمني نعم اليمين
أبا العباس لو يجدي فؤادي   حنين طال بعدكم حنين
ولو أن الأنين يفيد شيئا   لما بالقلب ما فتر الأنين
ولكن للنوي أمد إليه   تناهي أمره وبه يهون
سأرعي ودكم ما دمت حيا   وحقك لا أخون ولا أمين
تعين علي النوائب إن ألمت   وتحمل كلها أيا تكون
وتلقي الضيف بالبشري وتقري   غواشيه وقد لزمت مؤون
ومهما اعتاض في علم سؤال   فأحمد بالجواب به فطين
نقي عرضه من كل سوء   يساء به ومن شين يشين
وتلك مكارم لاقعب ماء   ببيت شابه لبن حقين
فتأمل أن تعود لنا قريبا   علي خير وحاسدكم حزين
وتؤتي خير ما ترجو وتحظي   بما ترضي وأنت به قمين
ودونك من صنيع الفكر نظم   تقر لحسن موقعه العيون