من ديوان
ديوان أبوسالم عبد الله بن محمد بن أبي بكر العياشي (1037-1090 هى)
للشاعر
بديعي
وبعث أبو سالم العياشي رساله مع رسول أحمد الدلائي, يستعير الي منه كتاب (شرح المواقف العضديه) للانتساخ, فرد الرسول ولم يعره الكتاب, فأرسل إليه العياشي القصيده التاليه:
أنالك المجد موروثا ومكتسبا ذكاء أصل وفرع أثمر الحسبا
ماء الصبا ووقار العلم قد مزجا بوجهك اكتسبا نورا به التهبا
هدي بابك الأمال فيض ندي منه سقي من نأي عنه ومن قربا
وقد سما أملي إليك يقدمه ظن جميل, فلا تردده مكتئبا
وجهت وجه سؤالي لك حين غدا وجهك قبله من الخير قد رغبا
ما كان ظني أن الوفد من أملي ومن كتابي يعودان كما ذهبا
حتي أتي رائدي صفر اليدين وقد غدا بخفي حنين منك محتبقا
فعاتبتني وساوس الصدور فلم أعبأ بها فرددت الوفد منقلبا
فقلت عودا علي بدء فعد أملي إن الجواد إذا استوهبته وهبا
وللمقادير اوقات فربتما صادفت غيث نداه اليوم منسكبا
قد يخلف النوء أحيانا فيعقبه غيث يكون لذاك النوء منتسبا
فان يعد ثانيا من غير رغبته فلأردنه بالرغم محتسبا
حتي ينال المني أو يقضي الناس من فعلي وفعلكم في ذالك العجبا
بأن يقولوا –حاشا- الجود غاب, وقد أبلي الفتي العذر فيما فيه قد دأبا
وإن يعد بالمني فسوف أنشر ما يملأ أسماع من يهواكم طربا
أشدو بشكركم وأستعين علي أداء واجبه إخواني الأدبا
أودعه الكتب منظوما وانثره بين المحافل أقضي منه ما وجبا
لكي يقول بنو الأداب أبلغ في شكر, كما أكثر الإلحاح إذ طلبا
وإنني بكلا الأمرين مضطلع لو مسني وصب لا أشتكي نصبا
وقد وجدت مكان القول ذا سعه كما وجدت لسانا قائلا ذربا
فلما وصلت القصيده له بعث إليه بالكتاب ومعه جواب من بحرها ورويها وهو:
ما روضه جادها وسم قد انسكبا والفجر ينثر من عقد الدجا الشهبا
فافتر زهر أقاح الروض من طرب والشمس ما رشفت من ثغره الشنبا
ولا كؤوس وقد لاحت أشعتها كأن حمرتها خد قد التهبا
علي أغالي غوان في دجي سحر تصبي الوقور بشدو يبعث الطربا
ولا وصال حبيب زار عن شحط فرد للجسم روحا كأن مغتربا
عندي بأحسن من شعر سمعته من من قد غدا علما في الشعر للأدبا
الناثر الدر في طي المهارق إن خط, وأبلغ من أملي ومن كتبا
ذو مقول ترهب الكتاب صولته تخاله من غرار السيف مقتضبا
شمس العلوم تبدت في سما دول تزيح أنوارها الأحلاك والحجبا
وافت خليلك أبيات خجلت لها تبدي اعتذارا وتخفي تحته غضبا
إن صدرت هفوه من خلكم سفها يظل ما أحسن الأشيا لمن غلبا
لم لا أنيلك ما ترجوه من أمل وأنت تولي لراجيك الذي طلبا¿
وكيف أمنع من إدراك بغيته من بلغ الطالبين السؤل والأربا¿
كل يساء بما يعطيه من نشب يامن يسر بما يعطي إذا وهبا
لا تلزمني ذنبا ساقه قدر أدهي وأغري بنا الأحداث والنوبا
وبيننا ذمم ترعي شرائطها فكيف نهجر منك العلم والأدبا
هذا جوابي عن أبيات شعركم ومن يساجل بحرا هاج واضطربا¿
لازلت تحيي رسوما للعلا اندرست ما قبلت وجنات الورد ريح صبا
|