وقلت في التشوق للحمراء وكنت عنها غائبا:

ألم تر البدر في الخضراء قد نصعا   وانتشر النور في الغبراء مذطلعا
يحكي الخليفه في أرباب دولته   علي بساط حرير أخضر وضعا
ناديته رافعا صوتي وقد أخدت   مني الهموم فخلت القلب منصدعا
يا أيها القمر الملقي أشعته   علي البطاح وزان الليل إذ سطعا
بالله غب ساعه ما زلت تذكرني   عهدا مضي لي مع الأحباب وانقطعا
عهدا مضي لي في الحمراء مذ زمن   تقطعت كبدي من ذكره قطعا
فصحت, والقوم في بحر الكري غرقوا   : واكبدي, وافؤادي, واحشاي معا
أبيت مثل سليم بات مشتكيا   من سم رقشاء ما ينفك متجعا
يا هل تبلغني الحمراء ناجيه   من العتاق تفوت الطرف متبعا
كأنها البرق من حين أزجرها   زجر الغريب إلي الأوطان مندفعا
أسري بها سحرا وأضحي مصطحبا   عذب الزلال بباب الرب إذ سمعا
مخلفا درنه خلفي وواديها   علي المسره ذات السر مطلعا
وهل يزول بعطوش لنا عطش   أم بالمواسن يمسي الشمل مجتمعا¿
أم تبصر العين بعد اليوم صومعه   فيها العلام لفرض العين قد رفعا
كأنه حين يهوي بعد دعوته   نسر علي الأرض من أجرافه وقعا
أم تسمعن أذني ترديد حيعله   إذا المؤذن فيها بالأذان دعا
لهفي علي العلوي من جوامعها   إذا الأحبه بعد العصر قد جمعا
لهفي علي العبدليه التي جمعت   قبابها ساده ممن قرا ووعي
فمن لرجلي تمشي فوق مرموها   وأتلوا الذكر والبطال قد هجعا
أني لعيني تري باب الخميس ومن   لي أن أزور أبا العباس منتفعا
ومن لنا بعياض أو بجيرته   او كديه النور حيث النور قد لمعا
بباب أغمات أمالي وأوردها   حوض الكريم سهيل لا أري فجعا
وهل أري السيد العصفور مرتجلا   عنه إلي السيد التباع منتجعا
إلي الجزولي ثم ابن العريف إلي ابن   ن برجان وكان سيدا ورعا
لذاك أصبو ولكني أري شغفي   لقبه الشرف الغراء قد نزعا
وقد أسال عليها الجفن أدمعه   فكاد يبدي دما من بعد ما دمعا
أزكي السلام لمن أثوي الحمام به   ما حن شوقا حمام الأيك او سجعا
بهم سألتك يا رحمان أنت تري   سؤال عبدك باب الفضل قد قرعا
حقق رجائي ربي مع الأحباب ومن   أنشد أو قال امين إذا سمعا