فقلت مكاتبا بعض الإخوان في الله في علم الطريقه:

غزول الهوي رقت ورق غزاله   وفي الأسر قلب الحب وهو مزاله
فيالغزال رق في حسن غزله   وقد أعوز الفحص البليغ مثاله
ويا لأسير للهوي عز وصله   وقد صرمت وصله وحباله
وأسراره مبثوثه لعدائه   وأعيي عن الكتمان فيها احتياله
وأسرار ذا المحبوب ليس يبثها   وذاك يقتضيه كماله
وكم حسنت بين الأحبه برهه   من الدهر للصب المتيم حاله
فيا حسن عهد بين حب موفق   وبين خليل لا يكون اجتلاله
أبي إذا العذال سلوا سيوفهم   وإن جالس المحبوب زاد اهتباله
وقد سرحت في مسرح الشوق نفسه   علي انه يغني الرسوم مجاله
ومازال يسعي إذ تجلي له طوي   فناء فخاضته سريعا فعاله
ولما تجلي النور كان أنيه   علي أعين الأشهاد كلا مقاله
ولما تجلي الحب فيه وما زحت   معالمه اياته وجماله
تتوج تيجان ألوهيه وارتقي   منابر تحقيق وفي ذاك باله
وقد زاد من عذاله العذل والأذي وماهو إلا قربه واحتفاله
نصال اتحاد سددوا في اعتراضهم   ولكن مامثل النصال نصاله
وقال لسان الحال: (موتوا بغيضكم)   وساعد قول الحب منهم فعاله
وقد شاهدت ماكان في الغيب...   وجوبا وفي الإمكان كان محاله
وفي حضره التحقيق دارت كؤوسه   ونادمه المحبوب جل جلاله
فيا نشوه عن سكره قال عندها   غزول الهوي رقت ورق غزاله