وقلت لبعض الطلبة وكان كتب إلي يطلب تغوير الماء:

خليلي إن الربح في الحرث فاتركن   سبيل الكنوز الباطلات الكواذب
فذاك وسواس الشياطين للفتى   يصدونه عن كل ذنب وواجب
وتاليه يا مسكين لو عشت مدة   كمدة نوح لم تعش غير تاعب
فكم مغرم بالكنز يلهب أثره   فمات ببير أو كهوف الشناخب
فمات ممات السوء لا متشاهدا   على حبه كم من فقير وطالب
ولا تلتفت للكيمياء وأهلها   فما ثم إلا الغش دعه وجانب
ولا تك مغترا بزخرف قولهم   وذلك إفكهم لقصد التجارب
وبعضهم يدلي بذاك حباله وكيدا لأخد المال من كل راغب
وكم طالب قد ضاع في ذاك عمره   غريب, فقير, تائه, فيه غائب
وأقرانه نالوا العلوم وبعضهم   بحرث وتجر نال خير المكاسب
إذا شئت كنزا فأقر لوحك غدوة   وقم واقره في الليل يا خير صاحب
تنال كل خير والمهيمن ضامن   لك الرزق كم من عاجز غير خائب