وكنت قد كانت لي عند بعض الولاة حاجة, واستشفعت لها ببعض الصالحين من أشياخنا وهو أبو عبد الله بن الحسن السوسي ووعدني بها ثم طال ذلك علي, فكتبت إليه بعد أيام:
سيدي يا عمادي هل من جواب لما عهد؟
إن أمارتي لقد أزعجتني لما وعد
حدثتني بأنما صبرها فر إذ فقد
ليت هل سحم غيم أم بارقا خلب وجد؟
من يجن جده أمحت سبله وهو لم يرد
حسبنا الله لم يقع قط شيء ولم يرد
فأجابني بقوله:
فاعص أمارة دعت ك إلى الهم والكمد
ثم كذب حديثها إنه الزور والفند
وارج خيرا وأحسن الظ ن خلي بمن وعد
إنه خال لايرى منه خلف إذا وعد
فلقد طال ما انثنى عنه راجيه بالمدد
فغدا بعدما غدا ضنكه في العيش الرغد
وأنا ما قصرت بل كل شيء له أمد