صاح فانهض للذة العيش مهما   تشتق النفس حبها سلسبيلا
واختلس من يدي زمانك يوما   واغتنم خمرة حكت سلسبيلا
وكتبت لبعض أصحابنا الشرفاء وكان في بادية فاس, رسالة وهي:
إلى الأمجد الأرضى الرضى الذي له   على الناس تخصيص المحبة والفخر
زكي, سني, طيب القول واللقا   ومنبسط الأخلاق منشرح الصدر
وذاك أبو عبد الإله محبنا   وسيدنا المولى المطاع لدى الأمر
محبك يامولاي يهدي سلامه   إليكم مع الإخوان في النظم والنثر
يسائل عنكم كيف أنتم وكيف من   يلوذ بكم يوما على سنة البر
وبالله قل لي كيف حال أخيكم   وأختك يوما مع مصادمة الدهر
وقد سمعت أذناي أنك قبل ذا   تزوجت, ياطيب السماع لذا الخبر
ولكنني مازلت منه بمرية   وشك لبعد في البلاد كما تدري
ومالك والبيضاء حتى هجرتها   على أنها أهوى وأرخص في السعر
وحاصله فاكتب جوابا مفصلا   فإني مشتاق إليه على الأثر
وأحوال هذا القطر إن كنت سائلا   كما سمعت أذناك من شدة الحصر
على أننا والحمد لله وحده   على كل حال في غلاء مع الشر
بجاهكم ندعو الإله لعله   يعاملنا بالعفو والرخص واليسر
رضينا قضاء الله أهلا ومرحبا   ولكننا نشكو شكاية مضطر
فيا ربنا ما للعبيد جميعهم   سوى جودك الموفور يا كاشف الضر
بجاه رسول الله مع آله أغث   عبيدك بالعفو الجميل مع النصر
فنحن وإن كنا رضينا فإننا   شكونا إليك الضر من قلة الصبر
كتبت إليكم بعض ماكان عندنا   وأما جميع الأمر فهو كما القطر
صبيحة خير, يوم الاثنين عاشرا   بشهر صيام والمدامع قد تجري
وذلك عام اثنين مع أربعين قد   تزيد على الألف الذي مر للهجر
محبكم هذا الضعيف محمد   هو بن سعيد كاتب الأحرف الغر
يصلي على خير الورى بعدها وعن   صحابته والآل يرضى بلا حصر