وكتبت إلى شيخنا القائد علي بن إبراهيم الأندلسي المتطبب سؤالا وهو:
يا أيها الندب الرئيس النجيب قد حرت في أمر عظيم غريب
وأنت في الأشكال قطب النهى به أنت في الأشكال نعم المجيب
فكيف صار الماء دون الهوا أشد ترطيبا وهذا عجيب
فأجابني, أصلحه الله بما نصه:
توقفت خلي بأمر غريب مبادي أوائل علم الطبيب
تفهم كلامي على حده وعول عليه لكيه لاتخيب
أما قد قرأت بأن الهوا لطيف يغوص بكل صليب
وكل لطيف إذا ما التقى بجسم كثيف ينيع خصيب
تولى عليه بجدته وجففه عند وقت قريب
وجوهر ماء لغلظته وسر أصيل ولين غريب
تولى عليه بندوته وأولاه لينا وجسما رطيب
ولولا اختصرت عن الإعتنا بعلم يتيم حقير غريب
لبحت فنونا بعلم الهوى وكل اسطقس لكل لبيب