أبت حرقة الأحشاء إلا اشتعالها ولا فرقة الأحباب إلا اشتمالها
هو الدهر لايرثي لباك لو أنه بكت عينه يوما دماء أسالها
تنبه لي ريب المنون فأبصرت على البعد عيناه المنى فسعى
كذلك قدما دينه رب نعمة لها رآها على حر فغار وغالها
ولو أنني منه أدلت ابتليته ببين ولكن منية لن أنالها
فلم يبق لي إلا أن لبست تجلدي لدى كل بلوى مستلذا وصالها
وإلا فما يغني بها جزع الفتى كذلك لو يبغي الجهول نزالها
ولست بدهري جاهلا حيث أنني إذا حالت الأيام انكرت حالها
ولكنني ثبت الحجا متوقع لدى كل حال تعتريني انتقالها
وأرثي بحكم النفس للماجد الذي ثنته على سراء ضراء لآلها
فقلت وبعد الدار لم يثن همة صرفت لحسن العهد اشتغالها
تعزا أبا زيد بنفس كريمة وأكد بحسن الصبر منك جمالها
تعاظمت في نفس الزمان فلم يزل يجنبك الجلي وينفي وبالها
فلما راى عن غيبة منك فرصة تبادر إذ لم يلف قط مثالها
على أنها صدع الفؤاد وإنما يرى مثلك الحر الكريم احتمالها
لديك من القرآن أعظم قدوة فحكمته للنفس تشفي اعتلالها
وهذبها منك الحديث وأجره وبالعلم رب الخلق أصلح بالها
ولو لم تكن إلا بصحبة ماجد ظفرتم أتاحت للهموم انسلالها
تسل فإن المجد والعز والعلا بخدمته الغراء استفدت كمالها
وزيرية العلياء أعلنت منارها وليدية قد أمنتك اختلالها
فلا زال عن تلك المعالي أساسها ولا فقد الإسلام إلا زوالها
ولازالت الأقدار تعنوا لقدرها على رغم ذكره إذا ما استطالها