وقلت في موت الحلفاوي:

لئن كان فردا في العلا عبد واحد   فقد رزأت فيه العدا كل واحد
سأنسى ولا أنسى مقال نعاته   لقد مات حلفاوينا عبد واحد
فلو أن قلبا كان من صخر تذمرا   لدى نعيه يفنى بتلك الشدائد
أعيني: سيلا بعده ثم أسبلا   مدامع وتهيامي به من شواهدي
فلله ما أزكى وأظرف شيمة   وأحلى مقالا في الحلا والقصائد
على أنه زين المحافل مرتضى   مليح السجايا ماجد وابن ماجد
صفي, وفي, ذو الندى متفضل   على كل حب, ذو التقى خير عابد
مليح بخلقه, فصيح بنطقه   رئيس بناديه, أنيس المشاهد
مضى وإله الخلق, نرجو بفضله   يبوءة في الخلد أعلى المقاعد
فأقسمت لا والله لولا خليله   عليليش ماطاب السرور لوارد
فأصلحه رب البرية بعده   وأبقاه محفوظ العلا والفوائد