ومن نظمه رضي الله عنه وجرت العادة بقراءتها إثر الوظيفة بوصاة منه رحمه الله تعالى الأولى من بحر الطويل وتسمى بالمرادية
مرادي من المولى وغاية آمال ** دوام الرضى والعفو عن سوء أعمال
وتنوير قلبي بانسلال سخيمة ** به أخلدتني عن ذوي الخلق العال
وإسقاط تدبيري وحولي وقوتي ** وصدقي في الأحوال والفعل والقال
وفي حبه وحب صفوته الرضى ** ملائكة وأنبياء وأرسال
وحب النبي الهاشمي محمد ** وأصحابه الغر الأفاضل والآل
وحب رجال خالفوا النفس والهوى ** وخافوا مقام الواحد الصمد العال
رجال كرام في النفيس تنافسوا ** شروا عارض اللذات بالغابر الغال
وليس لهم في غير حب إلههم ** غرام ولا في كسب جاه ولا مال
رجال كرام قوتهم ذكر ربهم ** قياما قعودا في صدور وإقبال
وشيمتهم ترك المطامع في الورى ** فليس لمخلوق عليهم من أفضال
على الصبر والإيثار راضوا نفوسهم ** فكلهم ندب وحامل أثقال
صدورهم من كل ضغن سليمة ** كرام السجايا أهل سمح وإجمال
هم القوم لا يشقى جليسهم بهم ** يحق لمن والاهم جر أذيال
ومذهبهم قتل النفوس ومحوها ** فمن مات قبل الموت ليس بمختال
وكل جبان قل أن يبلغ المنى ** وما عامل في فوزه مثل بطال
وكل بخيل فهو عنهم بمعزل ** فما يعبأ الرب الكريم ببخال
وغنم مريد في انقياد لكامل ** له خبرة بالوقت والعلم والحال
هو السر والإكسير والكيميا لمن ** أراد وصولا أو بغى نيل آمال
وقد عدم الناس الشيوخ بقطرنا ** وآخرهم شيخي وموضع إجلال
فقد قال لي لم يبق شيخ بغربنا ** وذا منذ أعوام خلون وأحوال
يشير إلى أهل الكمال كمثله ** عليه من الله الرضى ماتلا تال
ونص على مدح التشبه شهمهم ** أبو مدين غوث المعاصر والتال
وقد قال حب الأولياء ولاية ** ولي الإله الشاذلي ابن بطال
سليل شفيع الخلق يوم انبعاثهم ** ومنقذهم من موبقات وأهوال
عليك صلاة الله يا أكرم الورى ** بطول الليالي والغدو والآصال