روحي وراحة روحي ثم ريحاني ** وجنتي من شرور الإنس والجان
ومأمني وأماني من سعير لظى ** ذكر المهيمن في سري وإعلاني
ومدح أحمد أحمد العالمين حمى ** وذو المقام الذي ما قامه ثان
يس طه المقفي ذو الشفاعة والحوض ** الذي جل عن إحصاء كيسان
سر الوجود وأسمى المرسلين سنى ** والفاتح الخاتم الآتي بقرآن
ومعجزات وآيات مؤزرة ** يزري سناها بياقوت وعقيان
كالنمل في عدد كالنبل في عدد ** كالشهب والشمس في هدى وتبيان
فالبدر شق له المولى وظلله ** بالمزن والبكر قال الحمل أعياني
والضب جاوبه والظبي خاطبه ** والجذع حن حنين العاشق العاني
والشمس ردت وأشجار الفلاة أتت ** تسعى وترفل في أثواب إذعان
كذا الحصى سبحت في كفه علنا ** لم يختلف فيه من أصحابه اثنان
كما أصابعه من بينها نبع العذب ** الفرات فروت كل ظمآن
ويوم مولده الأسنى بدت عبر ** للإنس والجن لا تحصى بديوان
للملة السمحة العليا مبشرة ** بعزها وبإعلاء وإعلان
وللطغاة وللطاغوت منذرة ** بقربهم من مساءات وأحزان
في ذلك اليوم نار الفرس قد خمدت ** وكان ما كان من تصديع الايوان
وفيه أصبحت الأصنام ساقطة ** كأنها سجد خرت للاذقان
والجن أفزعها فيه وأفظعها ** رجم السماء لها بالثاقب القاني
والآي أكثر من أن يستطاع لها ** حصر بعد وإحصاء بحسبان
هو السراج هو النور المبين وذو السبع ** المثاني وبشرى نجل عمران
هو الملاذ هو المنجى لمعتصم ** هو المعاذ وملجأ الخائف الجاني
الله فضله والله كمله ** فهو المكمل في عقل وجسمان
والله كرمه والله تممه ** فهو المتمم في حسن وإحسان
واختاره من ذوي المجد المؤثل من ** أسماهم نسبا من خير عدنان
يا رحمة الله إني خائف وجل ** يا نعمة الله إني مفلس عاني
وليس لي عمل ألقى العليم به ** سوى محبتك العظمى وإيماني
فكن أماني من شر الحياة ومن ** شر الممات ومن إحراق جثماني
وكن غناي الذي ما بعده فلس ** وكن فكاكي من أغلال عصياني
تحية الصمد الأعلى ورحمته ** ما غنت الورق في أوراق أغصان
عليك يا عروتي الوثقى ويا سيدى الأوفى ** ومن مدحه روحي وريحاني