إن شئت عيشا هنيا واتباع هدى ** فاسمع هديت وكن بالله معتضدا
شرور نفسك باعدها تصب رشدا ** فمن يطع ربه والمصطفى رشدا
دنياك دار غرور حبها سفه ** رأس الخطايا فمن يغرم بها بعدا
والغيظ مسعر شر ما استطعت فلا ** تغضب بذاك حكيم الرسل قد عهدا
سلامة الصدر من خير الخلال فمن ** أتى بقلب سليم ربه سعدا
والحقد طبع ذميم عد عنه وعذ ** بالله رب العلى من شر من حقدا
وجنب الحسد المذموم صاحبه ** ما رييء قط حسود ساد أو مجدا
نعوذ بالله من عيش الحسود فما ** يمسي ويصبح إلا ساخطا كمدا
عادي مواهب ذي الفضل العظيم فعاداه ** السرور فمهموما يرى أبدا
وغادر الغدر فالغدار مفتضح ** يوم التنادي وحاذر من به عهدا
والمكر لا تأته عقباه خاسرة ** لؤم وشئوم على أصحابه البعدا
رذيلة لليهود البهت تعرف لا ** للمسلمين الكرام الأنفس السعدا
والكبر أكبر خرق والتواضع من ** شمائل العقلاء السادة الصعدا
فمن تواضع رقاه الإله ومن ** تكبر اتضع اسمع واتبع الرشدا
أخي كن لكتاب الله متبعا ** وسنة المصطفى والقادة الرشدا
وبالجماعة طول العمر متصلا ** وافصل أخا الزيغ والزم وصل من رشدا
وللإمام أطع واسمع رشدت ولا ** تخنه وانصح له إن غاب أو شهدا
وانصح لكل حنيف ما حييت كذا ** أوصى الذي للصراط المستقيم هدى
والعدل أوصى به العدل العلي فكن ** عدلا يحبك من لم يتخذ ولدا
والجور خسر دمار حسرة ندم ** والله بالنصر للمظلوم قد وعدا
والبغي عاجلة فاعلم عقوبته ** فاحذره لا سبدا يبقي ولا لبدا
والصبر شيمة أعلى الرسل منزلة ** فكن صبورا وعود نفسك الجلدا
ولا تكن جزعا فالخير أجمعه ** مفتاحه الصبر والمولى به عهدا
والشكر موهبة عظمى ومنقبة ** على محجته الشيطان قد قعدا
وقيد الأوهاب الألي وإلى المزيد ** نهج قويم خاب من جحدا
فكن شكورا على الأحوال أجمعها ** تفز وتغنم وترغم أنف من مردا
والبخل أدوأ داء والسخاء رضى ** والقصد عدل فما عال الذي اقتصدا
لا تنكر الذل إن أصبحت ذا طمع ** والرزق ليس بحرص فاترك الكبدا
واقنع بقسمة رب الناس وارض بها ** وكن شكورا لما أسدى يزدك يدا
عليك بالصدق فالكذاب متهم ** والمين عار وفقت فاتق الفندا
والصدق يهدي إلى دار السلام كذا ** قال الصدوق الذي بالسؤدد انفردا
وذو النميمة بالتعذيب عوقب في ** ضريحه في حديث المصطفى وردا
والغيبة الله في القرآن قبحها ** بعدا لمن عن سبيل الله قد بعدا
والصمت حكم نجاة والكلام ردى ** فاخش اللسان وكن في الصمت مجتهدا
إلا بذكر وعلم نافع وبما ** يعنيك فانطق وسل من ربك السددا
والذكر أفضل أعمال العباد ومنشور ** الولاية سيف الصفوة الزهدا
يدافع الله آفات تيممهم ** به وينقم ممن ضرهم قصدا
فاذكر إلهك في سر وفي علن ** في جمع أوخاليا واستحضر الخلدا
وبالصلاة على المختار كن لهجا ** تعش سعيدا وترض الواحد الصمدا
ولا تراء فرب الخلق منفرد ** بالخلق والأمر فاعبد ربك الأحدا
وليس للعبد دون الله ملتحد ** وليس يملك ضرا لا ولا رشدا
والجهل ويك ظلام ذلة وعمى ** والعلم نور منير عزة وهدى
من لم يكن عالما أو ذا تعلم أو ** أخا استماع فعن نهج الهدى لحدا
والفخر بالعلم في الإسلام يعرف لا ** بجاه أو بثراء أو أب فقدا
و قدر كل امرىء ما كان يحسنه ** قال الإمام علي والعناد ردى
وأكرم الناس أتقاهم نبيهم ** صديقهم صالحوهم زمرة الشهدا
وخيرة الخلق من من أجله خلقوا ** محمد خير محمود ومن حمدا
من خصه بلواء الحمد حامده ** وبالمقام القيامي الذي حمدا
ويوم حشر الورى للفصل يرشده ** إلى محامد لم يرشد لها أحدا
وكثرة الحمد من أوصاف أمته ** في اليسر والعسر في الكتب العلى وجدا
صلى الحميد على المحمود أحمد ما ** بالحمد أفصح حماد وما سجدا
لله عبد شكور حامد وعلى ** قرباه والصحب أعلى الأمة الحمدا
والتابعين وحزب الله أجمعهم ** والحمد لله حمدا دائما أبدا