من محمد بن العربي الأدوزي إلى كافة الأحبة من العلماء والمرابطين والفقراء ورؤوس القبائل, السلام عليكم ورحمة الله والبركة, وبعد, فأوصيكم بتقوى الله العظيم ونصرة دينه ومثابعة اوامره والذب عن الشريعة وذوي الامر منا قدر الاستطاعة من الكل, وقد علمتم أن الله تعالى أرسل نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم يبين لنا ما أنزله, فمما بين لنا أنه لم يكن نبي إلا أنذر قومه بالدجال, وانهم كثيرون وعلى ذلك فاحذرهم مما حذركم الله على لسان أنبيائه, فإن الانبياء ما انذروكم إلا لتخافوا وتنذروا غيركم, وإذا أشكل عليكم أمر فزنوه بالقسطاس المستقيم, فالمتابعة هي الميزان, ولا يعرف كيف توزن الاشياء إلا الحذاق المهرة, وإنما على العامة ومن التحق بهم أن يحذروا كل من ادعى شيئا ولا يداخلوه ولا يسارعوا إليه قبل استفتاء العلماء بالله . ومن بيده كتاب الله كيف يضل ولكل شيء علامة ثم برهان, فمن ذكركم بالله فاستمعوا له, ومن أتاكم بالاراجيف التي تفرق الامور, وتوقع بالشكوك والخذلان, فقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا, فإن هذه الاعوام القليلة العلم , كل آن وكل وقلت له نبأ, فمن أبقى الامور لأهلها المدبرين لها, يسلم دينا ودنيا وعرضا, ومن أعان من أراد فسادا يلقى حسرة وندامة, وكونوا أصلحكم الله على عبادة ربكم مواظبين, ولنصرة سلطانكم ناصرين, ولايشكم ملازمين ولما لايعنيكم تاركين وللدجاجلة كارهين, وعمن أراد هدم إمامة السلطان نازحين, ولايشوشكم ما تسمعون فإنه الزبد يذهب جفاء, والسلام.