أمفتي الغرب أبدعتم طرازا نثرتم فيه أزهار الرياض
و نظمتم عقودا من لآل لجيد حلي المآثر من عياض
و أورقتم غصون علاه لمّا سقاها فكرم سقي الحياض
و نمقتم مطارف ما رأينا كطرتهم سوادا في بياض
و ناديتم عقائلها فذلت شوامسها إليكم باتياض
و أسستم من الآثار طرا قواعد لا تساوم بانتقاض
لك التبريز في العلياء فاقض على علمائها ما أنت قاضي
تبديتم بها بدرا وحزتم خصال سباقكم دون اعتراض
نعتم بالكمال بغير عطف و كلهم بذلك النعت راضي
و ما وفوا بحقكم ولكن يؤدي البعض من بعض افتراض
بعلمكم شفيتم أرض غرب و كانت ذات أحشاء مراض
و لمّا أن بدا منكم فراق توقعت أن يؤل إلى انقراض
و أنّ نجومها بالبعد يخشى عليها من سقوط وأنقضاض
فأرسل شافعا خل حشاه بهذا البعد أمست في انفضاض
يذكركم ليالي نيرات بأنسكم تنير دجى المضاض
يود الطرف يجعلها اكتحالا مكان سواده دون اغماض
بحق الله لا تبدي دجاها بغيبة بدركم بعد اتماض
و لا تمهل شفاعة مستهام صدوق الود في آت وماضي
و دم للدين والدنيا إماما و بحر هدى علومك في افتياض
يعم الأرض ما لاحت بدور و ما فاحت أزهار في رياض
يكرع منه الملوك علا ونهلا ويضرع في الجواب فعلا لا قولا ويعيد السلام التام الزكي العام على المجلس العلمي ورحمه الله تعالى وبركاته.