يَا شَيْخَنَا النَّحْرِيرَ حُلْوَ المَنْطِقِ = المُتَزَيِّي بِمَزَايَا المَشْرِقِ يَا مَنْ عَلَا الأَتْرَابَ وَالأَقْرَانَا = كَمَا سَمَا الدَّهْرُ بِهِ وَزَانَا يَا نَجْلَ شَقْرُونَ الجَلِيلَ القَدْرِ = وَمَنْ غَدَا لِحُسْنِهِ كَالبَدْرِ يَا مَنْ غَدَتْ كِنَاسُهُ مِكْنَاسَهْ = بِهِ ازْدَهَتْ قُصُوبُهَا المَيَّاسَهْ بَيِّنْ لَنَا فِي الطِّبِّ مَا لِلأَغْذِيَهْ = أُرْجُوزَةً جَيِّدَةً سَنِيَّهْ مِنْ نَظْمِكَ العَذْبِ البَلِيغِ الأَشْهَى = فَهْوَ مِنَ العِقْدِ النَّظِيرِ أَبْهَى بَيِّنْ لَنَا الثَّقِيلَ وَالخَفِيفَا = مِنْهَا وَمَا يُنَاسِبُ الضَّعِيفَا أَوْ الجَسِيمَ فِي الفُصُولِ الأَرْبَعَهْ = فَعِلْمُهَا عِلْمٌ عَظِيمُ المَنْفَعَهْ وَفِي الأَبَازِرِ الَّتِي تُوَافِقُ = وَرَاعِ حَالَ النَّاسِ فَهْوَ اللَّائِقُ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ وَالمِزَاجِ = فَإِنَّنِي لِلكُلِّ فِي احْتِيَاجِ وَأَجْوَدَ الأَوْقَاتِ لِلأَغْذِيَّهْ = كَمَا تُرَاعِي مُصْلِحَ الرَّدِيَهْ وَمَا يُوَافِقُ الطِّبَاعَ مِنْهَا = وَضِدُّهَا كَيْمَا نَحِيدُ عَنْهَا وَإِنْ بِنَادٍ حُضِّرَتْ أَلْوَانُ = مِنْ كُلِّ مَا يَشْتَاقُهُ الإِنْسَانُ بِأَيِّ شَيْءٍ بَدْؤُهُ يَكُونُ = وَمَا تَرَى الهَضْمَ بِهِ يَهُونُ وَأَيُّ شَيْءٍ فِي الفَوَاكِهِ الَّتِي = تُوصَفُ بِاليُبْسِ أَوِ الطَّرِيَّةِ أَحَقُّ بِالتَّقْدِيمِ مَهْمَا حَضَرَتْ = مَعَ الغِذَا أَنْوَاعُهَا قَدْ كَثُرَتْ صِفْهَا عَلَى التَّرْتِيبِ أَنْتَ أَعْرَفُ = وَبِالصَّدِيقِ وَالرَّفِيقِ أَرْأَفُ وَاسْتَحْضِرِ الذُّهْنَ لِلْاسْتِقْصَاءِ = كَيْمَا تَعُمَّ جُمْلَةَ الغِذَاءِ مِنْ جَامِدٍ وَمَائِعٍ وَأَخْضَرِ = وَيَابِسِ الثِّمَارِ بَلْ حَتَّى الطَّرِي وَأَيُّ شَيْءٍ فِي المِيَاهِ أَجْوَدُ = وَشُرْبُهُ فِي كُلِّ وَقْتٍ يُحْمَدُ وَمَا الدَّلِيلُ فِي اخْتِلَافِهِ عَلَى = مَا خَفَّ مِنْهُ مَيِّزَنْهُ يُجْتَلَى وَمَا تَنَشَّا عَنْ خَمِيرٍ مُخْتَمَرْ = يَحْضُرُ وَالفَطِيرُ مَعْهُ مُنْتَشِرْ أَيًّا نُقَدِّمُ وَمَا لَمْ يَخْطُرِ = فِي البَالِ بَيِّنْهُ لِنَيْلِ الوَطَرِ وَامْنُنْ بِمَدِّ البَاعِ وَالبَنَانِ = فِي اللَّحْمِ فَصِّلْ فِيهِ وَالأَلْبَانِ وَاحْكُمْ عَلَى كُلِّ مِزَاجٍ بِالَّذِي = مِنْهُ يُوَافِقُ طِبَاعَ المُعْتَدِي وَالحِفْظُ مَا ضَرَّ لَهُ التَّصَدِّي = وَقَدْ عَلِمْتَ غَرَضِي وَقَصْدِي فِيهِ وَفِي الفَهْمِ فَمَا العِلَاجُ = حَاشَ تَضِنُّ بِالَّذِي أَحْتَاجُ وَبَيِّنْ مَا يُحَسِّنُ الصَّوْتَ فَفِي = سَمَاعِ حُسْنِ الصَّوْتِ مَا يُجْدِ وَفِي بِاللَّهِ فِي الكَلَامِ فِي الإِفْصَاحِ = عَنْ مَا بِهِ يُقْوَى عَلَى النِّكَاحِ وَمَنْ تَعَرَّضَ عَنِ النِّسَاءِ = مَاذَا يُوَاتِيهِ مِنَ الدَّوَاءِ وَمَا يَزِيدُ فِي المَنِيِّ مِنْ غِذَا = لَا زِلْتَ فِي العُلُومِ مَسْكِيَ الشَّذَا وَكُلُّ مَا يُنَاسِبُ المَقَامَا = مَا ضَرَّ أَنْ تُحْكِمَهُ إِحْكَامَا وَاعْمِدْ لِمَا يَسْهُلُ فِي التَّرْكِيبِ = رَعْيًا لِحَالِ المُقْتِرِ الكَئِيبِ وَكُلُّ مَا القُوَّى بِهِ تَنْحَلُّ = قَيِّدْهُ إِنَّ ذَا لَهُ مَحَلُّ وَاقْصِدْ بِذَا النَّفْعِ عِبَادَ اللَّهِ = مَا حَالَ مَنْ عَنْهُ غَفُولٌ لَاهِي وَمَا يُلَذِّذُ النِّكَاحَ أَيْضًا = أَفِضْ عَلَيْنَا النَّقْلَ مِنْهُ فَيْضَا وَاحْكُمْ عَلَى الثِّيَابِ وَالمَسَاكِنْ = بِمُقْتَضَى أَهْوِيَةِ الأَمَاكِنْ وَاخْتِمْ فَدَتْكَ النَّفْسُ بِالإِسْفَارِ = عَنْ مَا تَرَى يَصْلُحُ بِالأَسْفَارِ مِنْ مَأْكَلٍ دُهْنٍ لِحِفْظِ البَشَرَهْ = وَالفَضْلُ لَا يَضُرُّ إِنْ تَعْتَبِرَهْ فِي كُلِّ هَذَا وَالعَنَا وَالتَّعَبُ = بِأَيِّ شَيْءٍ مِنْ عِلَاجٍ يَذْهَبُ وَالقُطْنُ فِي الصِّمَاخِ لِلرِّيَاحِ = عِنْدَ اشْتِدَادِهَا أَمِنْ صَلَاحِ وَمَنْ رَأَى أَن السُّؤَالَ وَضْمُ = عَنْ مَا ذَكَرْتُ لَا أَرَاهُ يَسْمُوا لِأَنَّنِي أَدْرَى بِمَا قَصَدْتُ = وَالخَيْرَ مِنْ أَبْوَابِهِ رَصَدْتُ فَبِالسُّؤَالِ العِلْمُ يَنْمُو وَيَزِيدْ = مِنْ مُسْتَفِيدٍ جَاهِلٍ وَمِنْ مُفِيدْ فَجُدْ بِمَا يَلْهَى عَنِ المُسَاعَدَهْ = وَجُدَّ كُلَّ الجِدِّ فِي المُجَاهَدَهْ فِي كَتْبِ مَا أَمَّلْتُ مِنْ جَوَابِ = عَنْ كُلِّ مَا قَرَّرْتُ فِي الكِتَابِ وَامْنَحْهُ مَنْ أَمْسَى لَهُ مُشْتَاقَا = كَحِّلْ بِهِ الجُفُونَ وَالأَحْدَاقَا فَقَدْ حَبَاكَ اللَّهُ فِي التَّعْبِيرِ = مِنْ جَوْدَةِ التَّحْرِيرِ فِي التَّقْرِيرِ مَا يُبْهِرُ الأَلْبَابَ وَالأَسْمَاعَا = لَا زِلْتَ شَيْخًا شَامِخًا نَفَّاعَا تُقَرِّبُ الأَقْصَى بِلَفْظٍ مُوجَزِ = وَتَبْسُطُ البَذْلَ بِوَعْدٍ مُنْجَزِ كَجَاهِ صَاحِبِ اللِّوَا وَالتَّاجِ = بَادِ السَّنَاءِ قَمَرِ الدّيَاجِي صَلَّى عَلَيْهِ رَبُّنَا وَسَلَّمَا = مَا بَلَّلَ الرِّيَاضَ وَبْلٌ وَهَمَا