من ديوان
ديوان أحمد بن عبد الله بن محمد الحاج الدلائي (ت 1091 هى)
للشاعر
بديعي
الحمد لله والتصليه: ونسأل الله أن يكحل بإثمد الهدايه عين بصيرته, ويجعله ممن يقتدي بالسلف الصالح في نطقه وصمته, وهديه وسيرته, أخونا أحمد بن عبد القادر التستاوتي صانه الله في معارج شهوده عن ملاحظه الأغيار, وحفظه في مدارج سعوده عن بت الأسرار, أمين. سلام عليك ورحمه الله تعالي وبركاته. هذا وقد بلغني عن أخي كتاب, فلتعلم أني والله ما أمرت ولا قصرت, ولقد امتثلت جهدي ما به أمرت, غير أني عثرت فيه علي كلمات موغره مؤلمات, ولكن نجعلها مكانك من قلوبنا علي وجه الأخوه كالشامات, أما قولك سأنتقم, فأقول: واعجبا لقد تعست العجله:
وماذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكا
فهذه القدره التي بها تبرق وترعد, كيف وسعك صونها وادخارها, وقد رأيت نيران الظلم قد أحرق ضعفه المسلمين أوارها, وهذه منذ أحوال, وأموال المسلمين علي غير القانون الشرعي توزع, والقتل يأخذ فيهم أكثر مما يدع, لايقر بهم من الخوف مضجع, وكل ذلك بمرأي منك ومسمع, ونساؤهم بين أفخاد العبيد شرعي, وأعراضهم مهتوكه وقد حرمت شرعا, فهل لا غضبت لربك, وقمت في نصره المساكين بحمايتك ودبك, يا رب إن فيهم عبدك الصالح, ياجبريل أهلكه معهم, فإنه قط ما تغير لي وجهه.
فان كنت راضيا مع اني والله لمطلع علي لم امركم احضر فاجعل هذا من ذاك وان كنت ساخطا فلم لم يظهر للقدره اثر ليبين له مصداق دعواك وهل لاكتبت لهم بمثل هذه الزواجر وقد علمت ان بفضل الاعمال كلمه حق تقال لسطان جائر وهذا ميدان قد أبدت فيه أرواحنا المفلحون ورضيت فيه بالتلف الصالحون وعجلت اليد ربي لترضي فما غلت نظره منهم بسعد دمث .
وبالله يا أخي كيف ينالني سطوك, ويسعهم مع تمردهم وطغيانهم عفوك, تلك غذا قسمه ضيزي, هذا والعقد والحمد لله أشعري و والمذهب ليس بقدري, فإذا صح لم أخف, وأعوذ بجلال وجهه من جبار السماوات والأرض, ومن ديان الخلائق يوم العرض, فما فوق البسيطه من يراجي. أو لم يكف بربك أنه علي كل شيء شهيد¿ وإنما أعد أقوالك تذكره وعظاتك تبصره. وأخوك , والحمد لله, إبراهيمي الاعتقاد, محمدي الدين والوداد, أما إليك فلا. وأما إلي الله فبلي, حسبنا الله ونعم الوكيل, أليس الله بكاف عبده, ويخوفونك بالذين من دونه. وفينا رسول الله يعلم مافي غد فزبرها وقال لها لاتقولي ذلك وقولي ماكنت تقولين صلوات اليه وسلامه علي الصادق الامين والعاقل من عدمه جمله اعماله مايصدر من فيه وجعل اسر المراقبه نصب عينيه وهو قول الله سبحانه وما تكن في شان وما تتلوا منه من قرأن وما تعلمون من عمل وما كنا عليكم شهيدا اذ تفيضون فيه فقصر ولا تغتر بإطراء الغوغاء واخلص عملك وإياك ان تكون ممن يسر حسوا في ارتغا يعلم خائنه الاعين وما تخفي الصدور وعليك باقتداء السلف الصالح في همتهم وحسن هديهم وسمتهم اولائك هدي الله فبهدهم اقتده ناهيك بأقوام قد احرق الحزن افكارهم واخلق الدمع ابصارهم يصبحون صفرا شعثا وسطر القبول علي كريم جباههم ائح ويميدون عند ذكر سماع ذكره كما ماد الغصن في اليوم الرابح ولولا هواكم في الحشا ما تحركنا يستوحشون من الخلق ويأنسون بالوحده وتعتريهم عند ذكره قشعريره ورعده ثم تلين جلودهم وقلوبهم الي ذكر الله يتجرعون الغصص من طول ملازمه بلبل الروح للقفص بنفسي اولائك الساده افدي والشهوه بحبهم او ومن يكتمها فإنه أثم قدمه فولد مثلي انما يتكلم عن اذن أو غلبه الله فها نريد ان الذي لم تسمح في كتابك يبث أسراره بعد صلك او بنادوازراره وقوله فلا تزلزلوا يوشك ان صاحبكم قد انعزل الي أخره وان استفزتك جماليات البسط فلا تغفل عن مراعات الادب فمراعاته عندهم في ذلك المقام كالشرط وعند بسط الموالي يحفظ الادب وهو مقام كم دحضت فيه من الخدام وزلت فيه من اقوام ولعلا تقول
سقوني وقالوا لاتغني ولو سقوا جبال حنين ماسقوني لغنت ابالامر كذلك ولاكن عليك بالابتهال لعل الكريم الوهاب ينقلك الي مراتب أهل التحكين فهي من اشرف الاحوال وأفضل ماتسموا إليه أهل الكمال من الرجال وأعوذ فأقول لم لم لو قتد بمن هو أحب منك الي الله فيمن هو شر مني اليه فقولا له قولا لينا يتذكر او يخشن به بان رعونه البشريه الي الان ماهدبتها الرياضه وبزو التسليم لمن كم يختبر حالا ماشافت النفس في أفاق القلب ايماضه ولا رشفت حياضه بل نقدم رجلا ونوخر أخري ولاكنها بحسن الادب مرتاضه وهذه نصيحه ان صيغت لها سمع القبول جنيت بها الحاجات وثم المأمول وان رددتها علي ونبض عرق البشريه يحتال لها في الاعتذار والانتظار فقد قضيت من حقوق اخوتك مالك ويكون لأخيك اجرها ولك وزرها اللهم ياسميع الدعا ياكريما لايرد خائب من دعا هب لي توبه لاتغادر في صحيفه السيئات حوبه انك الكريم الذي لايرد من سأله ولا تضجره كثره المسئله والسلام.
|