من ديوان
ديوان أحمد بن موسي بن محمد ابن محمد بن ناصر الدرعي۔ ت 1156 هى
للشاعر
بديعي
هب النسيم معطر الأردان والدوح ترفل في حلي الألوان
والروض يضحك من بكاء غمامه حنت لإلف عندما لقيان
والماء من تلك الأباطح والربا ينساب كالنضناض في الجريان
والزهر فوق زبرجد من سندس نشوان يرقص, والطيور غواني
والورق حيت بالأمان وبشرت بالسعد والإقبال والرضوان
غنت ورنت بالقريض وجعت ببلاغه الترصيع والأرصان
والغصن أملود يميس به الصبا سقيا لذاك الروض والأغصان
رق الفؤاد لشجوها وحنينها وأصاخ ضرب مثالث ومثاني
لاتعجبوا من عاشق حلف الضنا فالحال يعرب عن ضمير الشان
أصبو إلي لبني وأهوي وصلها إن الصبابه والهوي ديداني
جسمي سقيم, ذو وبال هاله نار الغرام وفرقه الخلان
وأبيت من شجوي ووجدي هائما والنوم نافر ساحه الأجفان
متوسدا شوك القتاد ومبطنا جمر الغضا, أشكو جوي الهجران
متململا في مضجعي ومساعدا ورقا ترجع في فروع البان
حنت لإلف بالحمي لم تلفه وكذلك التكلي علي الولدان
طال الجفا, هل راحم لصبابتي ما لي علي طول الجفاء يدان
كيف الوصال لمستهام شيق بالمنحني, والحب في لبنان
أفبعد بعد يرتجي نيل المني صب كئيب بالصبابه فاني
فلطالما ضنت بطيف خيالها ودعت فؤادي لواعج الأشجان
يا سائق الأظعان عج تحو الحمي واحمل تحيه مدنف هيمان
ألمم بروضه أحمد شيخ الوري شمس المعاني العارف الرباني
نجل ابن ناصر الإمام المرتضي الماهر الأتقي رفيع الشان
الله أرشده وأعلي حزبه وأدام نصرته مدي الأزمان
وأجاج كارهه وأحمي داره وسما به شمسا علي كيوان
وأقامه للدين عضبا باترا ومهندا ذكرا أعز يماني
وأنار مظلم عصرنا من جهله ومحا رسوم الظلم والعصيان
وأزاح كل ضلاله لما انتضي وأعز دين المصطفي العدناني
صلي عليه مسلما رب الوري ما حن مشتاق إلي الأوطان
فخرا بني ناصر بأحمد من غدا تاج الولايه, حضره الرحمان
فخرا ببدر فائق ومهلل ناهيك من شمس بكل أوان
فخرا ببحر سيبه عم الوري ينبوع علم ممطر هتان
بشري بحصن مانع يوم الردي ولمن تقلد سره النوراني
يا صارم الإسلام, يابحر الندي يا ذخرنا يا كعبه الإحسان
يا حائزا كل الكمال وروضه سقيت بوبل نواله الهتان
اكرم به أصلا وفرعا ماجدا ذو همه تسمو علي القمران
ورث الفضائل والمكارم والعلا سيف العنايه فارس الميدان
فيه نصول علي الزمان إذا طغي ونروم نكب عدونا الميان
رب ارحمني بجاهه لاتقصني واعطف علي عبد اسير عاني
وانظر لحالي, واجبر الكسر الذي أعيا الأطبه من قديم زمان
واسق الضريح شأبيب الرحمي وجد بالعفو والمأوي بخير جنان
قدس بفضلك سره واجمع به شملي, ومن بغنيه وأمان
متوسلا بحمد وبحزبه وبصحبه والساده الأعيان
وعليه من رب الوري صلواته ما فاح عرف الورد والريحان
والأل والأصحاب والأزواج ما هب النسيم وماس بالأغصان
|