ولما ألف أخوه محمد المكي رحلته المسماة (الرياحين الوردية, في الرحلة المراكشية) أهداه نسخة منها وكتب على ظهرها بيتي أبي بكر الطرطوشي وهما:
الناس يهدون على قدرهم لكنني أهدي على قدري
يهدون ما يفنى وأهدي الذي يبقى على الأيام والدهر
فأجابه المترجم بهذه الأبيات على بحرهما ورويهما:
أهلا بمن أهدى لنا لؤلؤا ومرحبا بالكوكب الدري
معدنه الصدر, ولكنما أبرزه الموج إلى الجهر
والله لو أن الخليل رأى (ألقه) في لبة النحر
لقال في إنشاده منصفا هذا لعمري غاية الفخر
أمهديا عذبا سرى في الحشا كالماء في القضبان إذ يسري
نزهت طرفي في رياض زهت أزهارها بالنظم والنثر
شنفت سمعي بلذيذ الثنا لله ما أحلاه من ذكر
يا حبذا العذراء في خدرها فاقت سناء الشمس والبدر
زارت أخا الوجد على غفلة وفرجت هما على الصدر
مجيئها ضحوا حكى وجهها ياحسن حاك طلعة الفجر
لما دنت ضوع من ريحها مسك عبيق طيب النشر
لفت محياها لفرط الحيا تنشدني: هذا على قدري
لازلت يا نجل الرضا ترتقي إلى المعالي دائم الدهر