المستخدمين
المستخدم:
كلمة السر:
المنتديات اتصل بنا تسجيل الرئيسية
 
Your Ad Here
شاعر الأسبوع
شاعرة الأسبوع
قصيدة الأسبوع
أخبار وأحداث New
الحمد لله مغيث الدين
من ديوان ديوان أبي فارس عبد العزيز بن عبد الواحد الملزوزي،من مواليد مكناس (ت 697 هـ). للشاعر بديعي

الحمد لله مغيث الدين   بالملك المنصور من مرين
حمدا كثيرا طيبا مباركا   فانه بفضله تداركا
سبحانه يعلم ما تخفى الصدور   وما يكون في الغيوب من أمور
قد دبر الزمان والوجودا   وقدر الشقى والسعيدا
في الخلق لايسأل عما يفعل   لكننا عن كل شيء نسأل
وكل شيء عنده بمقدار   جرت بذاك في الكتاب الأقدار
وماله صاحبة أو ولد   (ولم يكن له كفؤا أحد)
نحمده حمدا كثيرا دائما   فإنه ما زال ربا راحما
ثم الصلاة والسلام الطيب   على نبي أطلعته يثرب
لولاه كان الناس في الضلال   عميا عن الحلال والحرام
قد بين الحلال والحراما   وأوضح الصلاة والصياما
والحج والزكاة والجهادا   ولم يدع غيا ولا فسادا
صلى عليه ربنا وسلما   فهو الذي أرشدنا وعلما
وآله الكرام خير آل   فالناس ترب وهم لآلي
ثم الرضا عن سائر الصحابة   أولى التقا والدين والانابة
فإنهم للناس كالنجوم   من ضل عنهم خص بالرجوم
والتابعين لهم بإحسان   فهم بدور للعلا والايمان
وعن أئمة الهدى من بعدهم   ومن يجد في الورى كجدهم
وبعد فاسمع أيها الأمير   أرجوزة ما ان لها نظير
سميتها من حسنها (نظم السلوك   في الأنبيا والخلفاء والملوك)
واذكر الأمر على الترتيب   مختصرا بأحسن التقريب
من عهد آدم الى زماننا   أختمها بالغر من أملاكنا
حتى تكون هذه الأرجوزة   تكتسب الفخر بها ملزوزة
فاسمع رعاك الله قولي وافهم   واعلم من الأشياء مالم تعلم
أول كل الانبياء آدم   صلوا عليه كلكم وسلموا
به أراد الله ان نكونا   ونلزم الحرك والسكونا
من بعد ما كان أبونا آدم   في جنة الخلد بحوا ينعم
أهبطه الله من الجنان   بزلة كانت من الشيطان
ولم يزل يبكي على خطيئته   رجاء أن يعيده لجنته
(ثم اجتباه ربه فتابا   عليه) بعد ما له أنابا
علمه الله جميع الأسما   ولم يدع من العلوم علما
ما فارق الأرض أبونا آدم   حتى بقى في الأرض منه عالم
أوصى ابنه شيش بما أوصاه   فقام بالأمر وما عصاه
وكل من قد مات يوصي من بقى   أن كن على الحق المبين واتق
فخلفت من بعدهم خلوف   وفارقت سبل الهدا ألوف
وكثر القتل لديهم والهرج   وما على العصاة فيهم من حرج
وخالفوا آدم ثم شيشا   وساووا الطيب والخبيثا
حتى غدا دينهم دريسا   فبعث الله لهم إدريسا
أول من خاط وخط بالقلم   وفن كل عاكف على صنم
وهو الذي قد شرع الجهادا   واتبع الطاغوت حتى بادا
رفعه الله السماء   فهو بها من جملة الأحياء
ألهمه الله لخير حيلة   عادت بها جنته مقيلة
فعبدت من بعده الأصنام   وارتكبت بفقده الآثام
وان يكد دين الهدا يلوح   حتى أتى مفنى الجميع نوح
أقام يدعو الناس ألف عام   تنقص خمسين على التمام
فلم يجب والدهم ولا ولد   ولم ينب الى الهدا منهم أحد
ثم دعا دعوته المشهورة   فلم تدع من الجميع صورة
فعمهم بمائه الطوفان   كأنهم من قبله ما كانوا
وكل نفس بالردا رهينه   الا الذين ركبوا السفينه
وكان فيها منهم سبعونا   لم يلدوا البنات والبنينا
ولم يخلف أحد منهم بشر   أمر به رب العباد قد أمر
ولم يلد خلق سوى أبناء نوح   إليهم يغدو الجميع ويروح
لأن نوحا آدم الصغير   من لم يكن منه فذاك غير
سام وحام بعده ويافت   منهم جميع من ترى يا حارث
فيافث للروم والصقالبه   والترك والأشبان منه قاطبه
ومنه ياجوج وماجوج معا   وغيرهم ممن أثار البدعا
وحام فاعلمه أبو السودان   لاشك فيه فاستمع تبياني
دعا عليه في المقام نوح   فاسود منه لونه الصريح
قل للذي قد يرعى علم النسب   اسمع فسام وحده أبو العرب
والأنبياء كلهم من نسله   الا الذين قدموا من قبله
الا نبي الله عيسى وحده   فذاك روح الله عظم عبده
كل نبي فلسام يرجع   فاسمع هداك الله يامن يسمع
وكل من أرسل أو لم يرسل   ما منهم خلق له بمعزل
قدم من منهم له التقديم   هود وصالح وابراهيم
ولوط فافهم ثم اسماعيل   وبعده اسحاق ياجهول
يعقوب والأسباط وابن يعقوب   يوسف ثم بعد ذاك أيوب
ثم شعيب بعده والخضر   وأمره وغيره مختصر
لاتنس موسى ثم هارون معا   وكن لأرباب الهدا متبعا
ويوشع بن نون ثم حزقيل   الياس واليسع ثم شمويل
لاتنس داود ولا سليمان   واشعيا وارميا مدا الزمان
ودانيال والعزيز ويونسا   وزكريا ثم يحي قدسا
عليهم خير صلاة وسلام   فانهم وغيرهم من نسل سام
ثم النبي المصطفى محمد   خير النبيئين الرضا الممجد
من ختم الله به الرساله   وأذهب الله به الضلاله
أرسله الله إلينا رحمه   فنحن في الأمم خير أمه
فمعجزات أحمد لاتحصر   فبعض بعض البعض منها أذكر
في محكم التوراة والانجيل   أوصافه محكمة التفصيل
وأخبرت ببعثه الكهان   والجن والأحبار والرهبان
أرسله الله الى الآفاق   متمما مكارم الأخلاق
للأنس ثم الجن قد أرسله   رب على كل الورا فضله
وكم رأت آمنة في حملها   من بركات خصصت بفضلها
خرت على أوجهها الأصنام   وارتج غيوان له أحكام
لاقاه عن رب الورا جبريل   فأنزل القرآن والتفصيل
ولم يزل يدعو قريشا قومه   الى الرشاد ليله ويومه
فكذبوه وعصره الا   خديجة حازت بذاك فضلا
وبعدها على ثم زيد   وبعده الصديق فهو الأيد
وبعدهم أسلم من قد أسلما   قد يدرك الأخير من تقدما
ولم يزل يشتهر الاسلام   بيثرب وتختفي الأصنام
من بعد ما لاقا النبي المصطفى   أمرا عظيما في المقام والصفا
....... المرة بعد المرة   حتى مضا ... للهجرة
فنصرته بالضبا الانصار   ولم يكن منهم له اقتصار
اووه حين جاءهم ونصروا   فمن عليهم في الورا يفتخر؟
هم الذين دوخوا قريشا   وغيرهم, ولم يبقوا جيشا
ثم غزا بهم جميع المشركين   حتى غزا ثمانيا وعشرين
في تسعة قد باشر القتالا   بنفسه ولقى الأهوالا
في النصف من شوال في يوم أحد   لاقا جراحا ذاق منهن السهد
فأظهر الاسلام شمسا فاشتهر   وأخمذ الكفر وذل من كفر
والناس يأتون له أفواجا   واتخذوا دين الهدا منهاجا
حج النبي حجة الوداع   وهي دليل الموت والوداع
أقام للناس بها المناسكا   وبين الطريق والمسالكا
وكل شيء للورا قد أوضحه   ولم يدع مفسدة أو مصلحه
فمات خير العالمين أحمد   وكل أمر كان منه يحمد
رزية أعظم بها رزيه   لم تك في خلق من البريه
لو كان حي في الورا يخلد   لكان خير العالمين احمد
يا رب واحشرنا جميعا معه   في جنة الخلد نرا موضعه
صلى عليه الله في كتابه   وآله الكرام مع أصحابه
فقام بالخلافة الصديق   ذاك الذي قد زانه التصديق
أول ما بدت له من نجده   قتاله في الحين أهل الرده
وقال أرديهم على الزكاة   لو منعوا العقال في فلاة
حتى أعاد الدين كيف كانا   ودان للرحمان من قد خانا
فجند الجنود نحو الشام   وكتب الكتب اللا الاسلام
فجاءت الأبطال تعدو كالمطر   من حمير وغيرها ومن مضر
فأخرجوا قيصر عن قصوره   وملكوا ما كان في سريره
وخلدت همومهم بخالد   أكرم به من فارس وماجد
ما زال في أيامه الصديق   وأمره يصحبه التوفيق
أيامه قد زانت الخلافه   وما رأت لحسنها خلافه
ثم انقضت أيامه المباركه   ولاعدو في البلاد شاركه
أيامه كانت ضياء للدهور   عامين كانت وثلاثة شهور
لاتنس تسعة من الأيام   حتى يكون العد في التمام
لقد نصرت الدين والخلافه   وزنتها يا ابن أبي قحافه
فالله يجزيك عن الاسلام   وأهله خيرا, مدا الأيام
لما قضى أيامه الصديق   بويع بعد عمر الفاروق
ثم اقتدا بابن أبي قحافه   في نصرة الاسلام والخلافه
فكانت الفتوح في أيامه   تترا ولم تنقص مدا أعوامه
وذل ملك قيصر وكسرى   وباد قتلا جيشهم وأسرا
ودان من قد كان الآفاق   ومصر والشام مع العراق
أقام في أيامه الفاروق   في عزة كما بقى الصديق
والعدل والحق المبين ظاهر   والجور والباطل واه داثر
حتى أراد الله أن يلقى الردا   ويطفيء الاظلام مصباح الهدا
جاء أبو لؤلؤة إليه   يشكو أموره ألقيت عليه
قال له الفاروق فاصنع لي رحا   قال نعم أصنعها والترحا
فلم يزل يغتاله فيروز   ويرتجي وقتا به يفوز
فضرب العلج أبا حفص عمر   ثلاث ضربات بها ألقا القدر
فمات من تلك أمير المؤمنين   ذو العدل والتأييد والدين المتين
أيامه دامت على الاسلام   عشرة أعوام ونصف عام
وخمس أيام فلا تنس العدد   فكل شيء مبتدأ له أمد
يا رب فاحشرنا مع الفاروق   وألهم الجميع للتوفيق
لما انقضت بالقتل أيام عمر   وقتله أدها علينا وأمر
بويع لما مات ذو النورين   عثمان الشهيد في الدارين
نور الهدا وجامع القرآن   وعمدة الاسلام والايمان
صهر رسول الله نعم الصهر   بمثله ليس يجود الدهر
في عصره قد فتحت أفريقيه   ثم خراسان الى أرمينيه
ثم سجستان ونيسابور   ويزدجرد قتله مشهور
ولم تزل في عصره الفتوح   تغدو لما قد شاء أو تروح
عشرة أعوام وعامين بقى   لو أنه من الحصار قد وقى
فمات عثمان بوسط داره   من بعد ادمان على حصاره
سيف نيار بن عياض الأسلمي   منه ابن عفان الرضا لم يسلم
لا كنت يا نيار يا لعين   لك مكان في لظا مكين
أردت أن أذكر ما كان السبب   لكنه الامساك عندي قد وجب
ان كنت ذا عقل وذا انابه   فاترك حروب سائر الصحابه
أنت شهيد الدار يا عثمان   ضجيعك الايمان والقرآن
طوبى لمن كنت له مجاورا   في الخلد يبقا واردا وصادرا
ثم تولى بعده علي   ليث الليوث المرتضا الولي
هو ابن عم المصطفى المختار   سم العدا وقامع الكفار
كم شدة جلا عن الرسول   يوم الوغا بسيفه المسلول
لازمه قبل جميع الناس   لم يمض عنه في الرخا والباس
كم بطل أفنا بذي الفقار   من قبل أن ينصر بالأنصار
أفعاله في الغزو ليس تحصا   لاتبلغ العقول منها الأقصا
أيامه كانت حروبا كلها   أكثرها في الدهر لا أقلها
لم يسترح من الحروب ساعه   ولم توف حقه جماعه
كم شدة لاقا علي فاحتمل   أقلها في دهره يوم الجمل
أما قتال كان في صفين   اذ غلبت الشك على اليقين
لكنه القاتل والقتيل   في جنة الخلد له مقيل
أليس هذا من عجيب الدهر   علي يلقا الحرب بابن صخر
لكنه هذا مراد الحق   وحكمة أحكمها في الخلق
مازال في أيامه أبو الحسن   تلقاه ناس في أناس بالفتن
حتى أراد الله أن يلقا الردا   ويذهب الحق المبين والهدا
فقام يدعو في صلاة الصبح   ألا اسرعوا الى الهدا والنجح
فجاءه ابن ملجم بسيفه   مصمما على التزام حتفه
فخضب اللمة بالحسام   ومات ركن الدين والاسلام
لقد قتلت الليث يا بن ملجم   أحزنت يا قدار كل مسلم
هلا رعيت دينه وعلمه   وفضله ونسله وحلمه
لهفي على موت الامام المرتضا   ولي الزمان اذ قضا ثم انقضا
لاخير في الدنيا وما عليها   بعد علي ذي العلا زعيمها؟
عاش علي في العلاء الأظهر   أربع أعوام وسبع أشهر
لما قضا أيامه علي   بويع بعد الحسن الرضى
هو الذي أخمد كل الفتن   وأذهبت به جميع المحن
قد أنقذ الله على يديه   خلقا كثرا ركنوا إليه
لما رأى أن فناء الخلق   على يديه مغضب للحق
فقال تركي أمرهم لي أحسن   مثلي بهذا الأمر ليس يفتن
فسلم الأمر الى معاويه   والله لا تخفا عليه خافيه
دامت لنا أيامه على التمام   ستة أشهر وخمس أيام
بكونها تمت ثلاثون سنه   وانقضت الخلافه المعينه
ورجعت في الدهر ملكا أو ملوك   ان تلقهم فاحذرهم أن يفتنوك
قد صدق النبي فيما قاله   وأظهر الدهر لنا أحواله
فعاش بعد خلعه سنينا   فمات مسموم الحشا مهينا
ما هكذا أوصى النبي المصطفى   عليهم, فالدين فاعلم قد عفا
لو كان قد أوصا اليهود موسى   بالنسل أو أوصى النصارا عيسى
لعظموا جلاله تعظيما   وقدموا ما شاءه تقديما
ونحن خالفنا النبي فيهم   من بعد ما أوصا بما نوليهم
من لم يمت بالسم مات قتلا   حتى أبدنا للنبي نسلا
يا ربنا لا تأخذ البريا   بذنبهم ولتأخذ الأبيا
أول أملاك الورا معاويه   أكرم به من ثائر وداهيه
هو الذي أعلا بني أميه   فملكوا الأمر على البريه
ولم يزل يفعل في دنياه   هو وعمرو ما حما علياه
حتى أزال الدهر عنه سعده   والملك لله العلي وحده
حاز العلاء تسع عشرة سنه   بعد علي وشهورا بينه
فسلم الأمر الى يزيد   ولم يكن في الأمر بالرشيد
في عصره بأمره مات الحسين   وصار منه أثرا بعد عين
وعن أبيه قد روى أن الحسن   قد سمه في السر, ما هذا حسن
ماذا يقول للني يزيد   ان كان منه العتب والتعديد
من كان خير العالمين يخصمه   من ذا الذي يعينه أو يعصمه؟
ولم يزل في دهره يزيد   وبعده عن ربه يزيد
أيامه يا ليتها لم تبصر   ثلاث أعوام وتسع أشهر
ثم انقضت يا ويله أيامه   وبقيت معدودة آثامه
يا ويح من تغره دنياه   حتى يجوز الحد في علياه
ثم تولى نجله معاويه   وهو الذي قد عالجته القاضيه
لم يبق غير أربعين يوما   ولم يدع له الزمان رسما
فانقرضت دولة آل حرب   من دون ما طعن ودون ضرب
بفعلهم في أهل بيت المصطفى   وقتلهم أهل المقام والوصفا
وسبيهم في يوم كربلاء   وذاك في الدنيا من البلاء
فرجع الملك لآل العاص   وذاك فافهم أول القصاص
بويع في مكة عبد الله   من بعده والملك باد واه
وبيعة الكوفة والعراق   جاءته والحجاز في اتفاق
ثم كسا مكة اذ بناها   ثم نفا مروان عن حماها
وكل من يأتي الى الحجاز   يؤخذ بالبيعة بانتهاز
نغص في أيامه يزيدا   ونجله وزادهم تشديدا
وبعدهم مروان نجل الحكم   لكنه من نجله لم يسلم
تسعة أعوام بقى إماما   وملكه في مكة اسقاما
نغص عبد الملك منها سبعه   ونغص الماضين باقي التسعه
كان أتاه مسلم بن عقبه   بالأمر من يزيد يبغي حربه
فدخلت مدينة النبي   وعاث فيها عسكر المري
فسار عنها وأراد مكه   فرد عنها وأصاب ملكه
فجاء مكة الحصين بن نمير   من بعده يروم حصر ابن الزبير
ثم بدا في مكة الاضرار   فحرقت وانهدم الجدار
ثم أتى موت اليزيد للحصين   فمر, ليت موته قبل الحسين
ثم أتاه عسكر الحجاج   في عصر عبد الملك بانزعاج
فقتل الحجاج عبد الله   وكل مبتدأ له تناها
بويع مروان بأرض الجابيه   كإبن الزبير اذا قضا معاويه
في مصر والشام استقام أمره   وابن الزبير في الحجاز ذكره
عشرة أشهر تولى مروان   ثم أتاه دهره بالعدوان
فقتلته قيل أم خالد   زوجته من أجل قول فاسد
نادى ابنها من غيره وسبه   وقال فيما قال يا ابن الرطبه
فجعلت على أنفه مخده   حتى أمال للتراب خده
ثم تولى الملك عبد الملك   وكان في دنياه أعلا ملك
وملكه مهده الحجاج   بحر ظلوم كله أمواج
هو الذي عاجل قتل ابن الزبير   ما مثله إلا سعيد بن جبير
وافتتح المغرب موسى بن نصير   في عصره من بعد قتل ابن الزبير
وملك المشرق ثم المغربا   ونال في دنياه ملكا مغربا
ولم يزل في ملكه ابن مروان   في عزة ورفعة وسلطان
حتى أتاه الأجل المحتوم   وأي ملك في الورا يدوم؟
أيامه احدى وعشرون سنه   ونصف شهر للعلا ممكنه
ثم تولى ملكه الوليد   وكان في الفتح له تأييد
فافتتح المغرب في أيامه   ذوو العلا والمجد من خدامه
وافتتحت أندلس في عصره   وكل شيء............
وسيق للوليد منها المائده   أعظم بها من منة وفائده
وافتتحت أيضا بلاد السند   وقام بالطاعة من في الهند
وكان في أيامه الطاعون   وليس في العصر له مأمون
مئة ألف كل يوم تقبر   أما الزلازل فليس تحصر
ومات في أيامه الحجاج   وزال عنها الظلم والخراج
ولم يزل في ملكه الوليد   ودهره يعطيه مايريد
حتى أتاه الأجل المقدر   وكل عيش زائل مكدر
سبعة أعوام وثلثا عام   بها توالى الفتح للاسلام
ثم سليمان أخوه بويعا   ولم يزل لفعله متبعا
كان فصيحا شرها طويلا   أبيض نكاحا فتى جميلا
مئة رطل قوته في اليوم   لم تنتقص في فطره والصوم
وجه للغزو أخاه مسلمه   فنال قسطنطينة ما أحزمه
وافتتحت مدينة الصقالبه   ويسر الدهر بها مطالبه
فحاز عامين العلا وثلثين   معظما مرفعا في الملتين
مات بذات الجنب في شهر صفر   والدهر يأتي كل يوم بالعبر
.................ع جنده   بأن يكون عمر من بعده
ثم تولى الملك ثاني العمرين   وخير من ملك ملك الخافقين
أيامه مشهورة بالعدل   قد خصصت بالأمن ثم الفضل
هو الأشج من بني مروان   أرمانه لم تلف في الأزمان
قد آثر الدين على دنياه   مراقبا لله في علياه
في عصره قد حملت زوج علي   بنجله السفاح منشي الدول
في الدهر لم يترك له نظيرا   يا ليت لو دام لنا يسيرا
قد ملأ الأرض هدا وعدلا   وجل في أفق الهدا مجلا
هو بني الجحفة وارتضاها   وملطية قد اشتراها
مئة ألف من أسارى الروم   بهم فداها ليس بالمذموم
خمسة أشهر ونصف شهر   وسنتين قد بقى في الأمر
مات أبو حفص لدا خناصره   وفعله مدخر للآخره
ثم يزيد نجل عبد الملك   من بعده وليته لم يملك
سلامة وبعدها حبابه   قد أذكتا في قلبه صبابه
ما زال مشغوفا بهن والطرب   وماله في الملك يوما من أرب
ماتت حبابة ووارى لحدها   فمات وجدا وغراما بعدها
وقد حكى بأنه أخرجها   من قبرها وبعد ذا أدرجها
وقد حكوا عنه أمورا تنكر   تركتها فإنها لا تذكر
كل امريء يجزا بما قد فعلا   فكن معافا في الجزا أو مبتلا
حاز العلا واللهو أربع سنين   وبعدها شهرا فويح المفترين
ثم تولى بعده هشام   وكان للملك به ابتسام
كان له تيقظ في أمره   وهمة عالية كقدره
له ستور وكسا لم تعهد   لمن مضا من قبله في مشهد
في وقته خرج زيد بن علي   يبغي العلا فذاق حد الفيصل
وظهرت دعاة آل هاشم   وكثر الدعاة في المواسم
قام أبو سلمة الخلال   بعد بكير وتمادا الحال
وبعد هذا كله هشام   ما أثرت في ملكه الأيام
نال العلا تسعة عشرة سنه   يحوطها ميسرة وميمنه
وسبع أشهر وعشر أيام   أغفلتها فسقتها على التمام
مات أبو الوليد في الرصافه   لم يشتغل باللهو والسلافه
ثم الوليد بن يزيد بعده   لم تطل الأيام فيها سعده
مثل أبيه اتبع المجونا   وآثر اللذة والسكونا
جاء له ابن عمه يزيد   نجل الوليد الناقص الجديد
فجدل الوليد بالحسام   مع ولي عهده الكرام
عاما وشهرين بقى في لهوه   وثلثي شهر جرا في زهوه
فبايعوا الى يزيد بن الوليد   في طالع مذمم غير سعيد
هو يزيد الناقص المشهور   فانه في جوده تقصير
قد نقص الأجناد من أموالهم   فلقب الناقص في أقوالهم
خمسة أشهر وأياما بقى   كأنه في عصره لم يخلق
أخرجه الجعدي ثم صلبه   لما أزال للوليد المرتبه
ثم تولى الأمر ابراهيم   وكان في الملك له تسليم
هو أخو الناقص وهو المخلوع   من الأماني والأمان ممنوع
قد سلم الأمر الى مروان   وحاد عن ملك وعن سلطان
أقام شهرين وعشر أيام   وبعدها دهرا أميت بالحسام
فبايع الناس لمروان الحمار   وملكهم بموته لاقا الدمار
مازال مشغولا بشارات الوليد   مطالبا بدمه أهل يزيد
لما أراد الله يدني حينهم   اشتعلت نار الحروب بينهم
وكان ذاك سببا للدوله   حتى تزول عنهم بالجمله
قام أبو مسلم في خرسان   لما تمادى في الحروب مروان
وقدم السفاح نحو الكوفه   في عترة من أهله مألوفه
فبويع السفاح في ربيع   وصار بالجنود والجموع
فأرسل السفاح قصدا عمه   لحرب مروان فشد عزمه
فالتقيا بالزاب زاب الموصل   وكثر الضرب بحد الفيصل
ففر مروان وخلا جنده   واستلب الدهر الخؤون سعده
فمات في مصر على بوصير   بسيف صالح أخي المنصور
خمسة أعوام وعشر أشهر   أقام في أيامه لم يقصر
بقتله قد ذهب أيامهم   بأسرها وانتكست أعلامهم
ثم انقضا ملك بني أميه   كأنه ما كان في البريه
كأنهم وملكهم أحلام   وهكذا ما زالت الأيام
أيامهم ان شئتها مينه   مدتها احدى وتسعون سنه
وسبع أشهر وخمس أيام   وأي ملك في الزمان قد دام؟
قد زال عنهم ملكهم في المشرق   الا الذي في عدوة البحر بقى
فانهم قد ملكوا أندلسا   وملكهم في أرضها قد أسسا
أسسه الداخل عبد الرحمان   من بعد ماقد زال ملك مروان
عشرة أملاك لهم قد ملكوا   وسلكوا في المجد طرقا تسلك
ولم يزالوا في العلاء ظاهرين   الى اقتراب دولة المرابطين
وفارقتهم جملة السعود   بالقائمين من بني حمود
أول من حاز الهلا السفاح   وكان بالثار له ارتياح
به سما ملك بني العباس   اولى المعالي والندا والباس
هو الذي أرادا بني أميه   وذوقوا بسيفه المنيه
فمهد الملك أبو العباس   ولم يكن في ثأره من باس
أفنا كثيرا من بني أميه   ولم ينالوا معه أمنيه
وأخرج الموتى من القبور   فأحرقوا بمشهد الجمهور
أما هشام فهو قد أحرقه   من بعد ضرب مؤلم مزقه
وكل ثار كان فيهم ناله   واستحسن الدهر له أفعاله
حتى انقضت أيامه المشهوره   وهي بتاريخ العلا مذكوره
فجاءه سيف الحمام المنتضا   ولم ينل منه عدو ما ارتضا
أربع أعوام وتسع أشهر   نال العلا فليته لم يقبر
لما قضا أيامه المذكور   قام أبو جعفر المنصور
وكان في نهاية من حزمه   وبأسه وبذله وعزمه
كان كثير الحج في أيامه   مراقبا لله في أحكامه
والمسجد الحرام قد وسعه   ومسجد الخيف بناه معه
في عصره مات أبو حنيفه   وجعفر ذو اللحية الشريفه
وقام عبد الله عم المنصور   ورام أخذ الملك منه والظهور
هو الذي هزم مروان الحمار   فعاد مهزوما ورام الاستتار
فبعث المنصور بالأمان   إليه ثم جاء ذا اذعان
أسكنه المنصور دارا دبرت   أساسها ملح له قد يسرت
فأطلق الماء على الأساس   فانهدمت فاعجب لكيد الناس
وقام بعد ذا حفيد لحسن   فمات مع أخيه بعد المحن
كذا أبا مسلم أيضا قتلا   اذ شك في قول له قد نقلا
ولم يزل في ملكه مثل أخيه   ودهره ينيله ما يشتهيه
عشرين عاما ثم عامين بقى   مؤيدا في الغرب ثم المشرق
فمات وهو محرم بالحج   ونال في الدارين مايرجى
لما أتاه الأجل المقضى   قام ابنه محمد المهدي
زاد على أبيه في الخصال   ورد كل ما حوا من مال
وأطلق الناس من السجون   وعمهم بالأمن والسكون
في عصره غزا ابنه هارون   وكان صلح بينهم مأمون
ولم تزل سيرته محموده   حتى انقضت أيامه المعدوده
عشرة أعوام بقى وشهرا   ونصف شهر قد تولا الأمرا
لما غدا ملقا على الأعواد   قام ابنه في الحين موسى الهادي
كان شجاعا بطلا أديبا   صعب المرام فاضلا نجيبا
عاما وشهرا ثم نصف شهر   غدا مديرا للعلا والأمر
لما أتته في الحما المنون   قام أخوه بعده هارون
فمهد العلياء هارون الرشيد   ذو العدل والتأييد والرأي السديد
أيامه في حسنها لاتنكر   زينها الفضل الرضا وجعفر
اذا أراد الله للأمير   خيرا يكون النصح في الوزير
ان العلا عمدتها الوزاره   بها يتم الرأي والاداره
لا تأمنن محبة الأمير   ان كان بعض الغش في الوزير
وليحذر الوزير شر الآمر   ان خالف الأمور في الأوامر
من كان ذا حرص على الخلاص   يكن شديد النصح والاخلاص
في أمر هارون الرضا وجعفر   لكل خلق اسوة للمبصر
في عصره قد فتحت هرقله   وحصن طرسوس بناه كله
كان كثير الغزو في زمانه   ولم يفته الحج في أوانه
بحزمه قد قاتل البرامكه   ورجع الباقون كالصعالكه
ومات أيضا مالك بن أنس   في عصره قدس خير قدس
عشرين عاما وثلاثة سنين   أقام والأيام تسعا أربعين
ثم أتاه ما أتا جدوده   من الردا فيسروا لحوده
لما غدا في قبره هارون   قام ابنه محمد الأمين
فلم يزل في دهره الأمين   وهو به كأنه هارون
كان الرشيد قدم الأمينا   وبعده قد أخر المأمونا
وعلق الكتاب وسط الكعبه   بأنه من بعده في الرتبه
وابن الربيع الفضل يغزى كل حين   وينصح المأمون طورا والأمين
حتى أثار فتنة لاتحمد   بينهما, وأي حي يخلد؟
فقتل المأمون للأمين   وصار في الملك بلا قرين
تعسا لملك فرق الاخوانا   وشتت الاباء والولدانا
كان الرشيد فرأى العواقبا   والملك لايبقي أخا وصاحبا
لما أميت بالظبا الأمين   قام أخوه بعده المأمون
وكان ذا عقل وذا تدبير   في ملكه قد جل عن تقصير
يروون عنه السحر في التوقيع   وحكمة متقنة التشجيع
دس على الفضل بن سهل فقتل   وأظهر الحزن عليه اذ ختل
كذا الرضا على أيضا سما   وأظهر الوجد لهم والغما
وابن الربيع الفضل ولى هاربا   واتخذ الخوف الشديد صاحبا
وعمه القائم ابراهيم   في عفوه عنه له تعظيم
واكتمل الملك له ببوران   لأنها قد هربت عن رضوان
والشافعي مات أيامه   والدهر لايعدل في أحكامه
فبقي المامون في دنياه   مؤيدا وحافظا علياه
عاش ولم يأسف على أخيه   والملك لايرحم مدعيه
فمات في الغزو بغير قتل   وحاز ماقد حازه من فضل
عشرين عاما ثم خمس أشهر   نال العلا وسعده لم يقصر
فقام لما صح موت المامون   محمد أخوه نجل هارون
هو أبو اسحاق يكنا المعتصم   مؤيد في الغزو نعم المنتقم
هو الذي يدعونه المتمنا   ليت الزمان ملكه قد أمنا
كم غزوة غزا بأرض الروم   محتسبا للواحد القيوم
كان شجاعا في الورا ذا ختل   يحمل فيما قيل ألف رطل
ب (سر من رأى) لقى الحماما   من بعد ما نال العلا أعواما
حاز العلا ثمانيا من السنين   وأشهرا كمثلها خذها يقين
ثم احتوى الواثق بالله ابنه   ملك أبيه فأزيل حزنه
ليس له عيب يعيب السلطان   غير امتحان الناس في خلق القرآن
ب (سر من را) مات أيضا كأبيه   وكان كالمأمون فيما يدعيه
تسعة أشهر وخمس أعوام   نال العلا فيها وست أيام
لما قضا الواثق قام جعفر   وهو أخوه الماجد المؤمر
أيامه قد أظهرت أهل الأدب   ورفعت أهل المعالي والحسب
ما زال في أيامه متكلا   على ظباه وأزال الجذلا
وفيه عيب جالب للزلل   فانه أظهر بغضا في على
أليس هذا أكبر العيوب   كما ترى؟ وأكبر الذنوب؟
من أظهر البغضاء في علي   فقد برى من ذمة النبي
ان شئت أن تعلم لم قد قتلا   وكيف بالابن تلقى الأجلا
أوصى بأخذ الملك للصغير   وأظهر البغضاء في الكبير
ولم يزل يرفع من يسبه   وأمه ويرتضيه قبله
وهذه في الملك شر عاده   يقدم الصغير للسياده
ومن يكن يفعل هذي الفعله   فملكه يخرب دون مهله
أما نهته قصة الأمين   اذ قدم الابن على المامون
فلم يزل يغتاله المنتصر   حتى أتاه يومه المقدر
فمات مقتولا بأمر نجله   تعسا لفعل نجله وفعله
عشرة أعوام علا وأربعا   وأشهرا تسعا وأياما معا
فانظر لموت جعفر وازدجر   ولا تقم للملك غير الأكبر
لما أميت بالحسام جعفر   قام ابنه محمد المنتصر
فعاش من بعد أبيه جعفر   في ملكه المسلوب ست أشهر
أصابه فاعلم ذنوب الوالد   كما أصاب الأب نحس الحاسد
ثم تولى المستعين بعده   وقتله أزال عنه سعده
محمد أبوه نجل المعتصم   من أخذ ما نالوه من ملك عصم
ولم ينل أبوه ملكا قبله   لكنه الدهر أباح فعله
ثلاث أعوام وتسع أشهر   نال العلا وذاق حد السمهري
فبويع المعتز نجل جعفر   وقتله في خلعه لم يشهر
أقامه أتراكه بالصفع   والضرب كي يجيبهم للخلع
ثم أجاب بعد أمر يقبح   ويح الذي للملك (ليس يصلح)
ولم يزل يخلع بعض بعضا   حتى غدا الملك الرفيع أرضا
ثلاث أعوام وسبع أشهر   نال العلا ولم يفز بأكثر
ثم تولى المهتدي بن الواثق   وكان بالاله خير واثق
خير بني العباس في زمانه   ذو ورع لاخور في سلطانه
كاد يكون في التقى والنيه   كعمر عند بني أميه
قتل بكباك فمات فيه   فاعجب لملك مات في سفيه
وكان بكباك من الأتراك   يا ضيعة العلياء والاملاك
لم يكمل الملك عليه عاما   حتى رأى في نفسه انتقاما
فقام بعد المهتدي المعتمد   ولم يزل بربه يعتمد
هو أبو العباس نجل جعفر   أكرم به من ملك مؤمر
ألقى الى أخيه حكم المغرب   فقام بالملك فلم يضطرب
ولم يزل يبرم أمر الناس   والكأس يسقاها أبو العباس
حتى احتوى طلحة ماقد ملكا   لكنه بسعده قد هلكا
ورجع الملك الى المعتمد   فصار في تدبيره لم يزهد
عشرين عاما وثلاثا بعدها   وبعض أيام كذاك عدها
فمات مسموم الحشا المعتمد   وقام نجل طلحة المعتضد
هو أبو العباس نجل طلحه   أزال عن كل البلاد ترحه
قد أسقط المكس عن البلاد   وذاك في الملك من السداد
من بعد ماقد كان وسط الحرمين   ولم يزله أحد في الخافقين
فمات مسموما كذا قد ذكرا   زمانه ان شئته مفسرا
تسع سنين تسع أشهر   وبعض أيام كذاك فسر
لما قضا أيامه المعتضد   والدهر في نقص العلا مجتهد
قام ابنه بالأمر وهو المكتفي   وهو فتى في ملكه لم يسرف
مثل أبيه أسقط المكوسا   ولم يخف من العدو بوسا
مات ببغداد كموتة أبيه   وصار في الملك لحال يرتضيه
ستة أعوام وست أشهر   نال العلا قبل أخيه جعفر
فقام بعده أخوه المقتدر   وكان في أيامه أمر قدر
في عصره قتلت الحجاج   قتلا ذريعا وكذا الحلاج
والحج في أيامه قد بطلا   والحجر الأسود حيز وانجلا
وصار ثنتين وعشرين سنة   عند القرامط وخلا موطنه
من بعد أن بذل فيه المقتدر   خمسين ألفا فأبوا كذا ذكر
وقام في أيامه المهدي   وهو زعيم بالعلا أبي
هو الذي قدما بنا المهديه   لاذا الذي بأرضنا الغربيه
واضطرب المشرق مثل المغرب   وغلب المهدي آل الأغلب
أرض سجلماسة منها قاما   وملكه بقطرها استقاما
ورجع المغرب في انتكاس   وزال عن حكم بني العباس
وقام فيه من زناتة أناس   ومن سواهم أجناس
فمات في وسط الحروب المقتدر   ولم يكن في ملكه بمنتصر
مدته خمس وعشرون سنه   تنقص شهرا لم تكن مؤمنه
لما قضا وما لديه ناصر   حاز أخوه الملك وهو القاهر
وكان لايعلم ما السياسه   ونائما عن رتبة الرياسه
يدبر الأمر عليه الوزرا   حتى جرا في أمره ما قد جرا
قد سلمت عيناه بعد أن خلع   وعاش دهرا والخروج قد منع
ثم سعا في جامع المنصور   بعد العلا والملك والظهور
أقام عاما ثم ست أشهر   ونصف شهر قبل دهر مدبر
لما قضى القاهر قام الراضي   نجل أخيه وهو سهم ماضي
ولم تزل أيامه تدبر   وهو يرى بأنه مؤمر
وبطلت في عصره الوزاره   وطمعت أتراكه الأماره
فمات ذا الراضي بالاستسقاء   وما استطاب الملك بالاراء؟
ستة أعوام وعشر أشهر   وعشر أيام ولم يستنصر
فبايعوا من بعده للمتقي   وليته في دهره لم يخلق
هو أبو اسحاق نجل المقتدر   عليه أسباب العلا لم تقتصر
في عصره كان غلاء السعر   ومات جوعا كل من في القصر
وقتل ابن رائق بن حمدان   بعد هروب المتقي لبغدان
واشتعلت حروب سيف الدوله   مع ابن تورون وزير الدوله
فخلعوا للمتقى وسملا   وبايعوا المستكفي المستقبلا
فانظر طلاب الملك ما أغلاه   وطلب الخمول ما أعلاه
أربع أعوام نقضن شهرا   نال العلا ونال هما   دهرا
وبعده قد بويع المستكفي   ورأيه وملكه في ضعف
هو أبو اسحاق نجل المكتفي   يا ليته أيامهم لم تعرف
قد سملت عيناه بعد الخلع   مثل أبيه المكتفي كالنوع
أقام عاما في العلا وثلثا   فخانه زمانه ونكثا
فقام بعد خلعه المطيع   وكان للأمور لايضيع
هو أبو القاسم نجل المقتدر   في ملكه وأمره لم ينتصر
قد قام في أيامه يغفور   وكان للكفر به ظهور
وخرجت مصر وأرض الشام   عن حكمه مع الحجاز السامي
والمغرب الأقصى الى صقليه   وعنهم أيامهم موليه
وقامت الثوار في البلاد   والغرب والشرق على تماد
أيامه تسع وعشرون سنه   وثلث ثم ليال بينه
فقام نجل للمطيع الطائع   والملك واه كنه وضائع
وقام أمرلبني حمدان   وشاركوا الطائع في السلطان
خلا العلا واختار خلع نفسه   فقطعوا أذنيه بعد حبسه
وعضد الدولة شاع ذكره   ونجله صمصام جل قدره
أقام في علياه هذا الطائع   قد كثرت في ملكه المطامع
فقام بعد الخلع هذا القادر   ومكثه في الملك عنهم نادر
هو ابن اسحاق سليل المقتدر   عاد صبر العلا مثل صبر
أقام في الملك الضعيف مده   طويلة بين الرخا والشده
عاما وأربعين عاما وربع   حاز العلا مابين سيد وسبع
مستمسكا من ملكهم بالوهم   وواقفا على أقل رسم
فلم يقم بالملك منهم قائم   الا ابنه بويع وهو القائم
آخر ما ألفيت في الدفاتر   تاريخ هذا القائم بن القاهر
سنة ثنتين مضت وعشرين   تاريخه وأربع من المئين
وظهرت لمتونة في عهده   في غربنا ولم تخف من جنده
ثم ناس لم يؤرخ ذكرهم   ولا انتهى ملكهم وأمرهم
اتخذتهم هزءا أتراكهم   كأنهم بجهلهم أملاكهم
وهم اذا ما جئت للحقيقه   أملاكهم من غير ما طريقه
فمن رأوا فيه فسادا رفعوه   ومن رأوا منه رشادا خلعوه
لتستقيم دولة المماليك   والملك لله العلي المالك
ولم يزالوا هكذا في الدهر   كما ذكرناه الى ذا العصر
لايستبد أحد برأيه   معهم في أمره أو نهيه
بل كل ما شاءوه يوما يفعل   وماسوا هذا فليس يقبقل
هذا مراد الله لامرد له   من رام أن يزيله ما أجهله
ثم انقضا ملك بني العباس   وطمع الملك طغام الناس
فلنرجع الآن لذكر المغرب   وما جرى من كل أمر مغرب
لما غدا ملك بني العباس   وغيرهم يحقر عند الناس
قد غلبت عليهم الممالك   وكل من قام أمير مالك
قد قنعوا من العلا بالذكر   وما لهم في حكمها من أمر
في كل أرض مسجد ومنبر   وثائر بما يريد يذكر
فثار في مغربنا أناس   من كل قوم وهم أجناس
أول من ثار بأرض المغرب   ميسرة الحقير موري الخرب؟
فازت به مطغرة بالمجد   ولم يزالوا بعده في سعد
ثم أبو قرة ثار فيه   ولم يزل في الملك يدعيه
وأربعين سنة أقاما   وملكه وسعده استقاما
ثم برغواطة أيضا بعده   قد ملكوا الغرب وحازوا مجده
وابن أبي العافية المكناسي   بعدهم, ولم يزل ذا باس
ولم يزل يقاتل الأدارسه   حتى غدت علياه بعد دارسه
ثم بنو يفرن حازوا الغربا   وأظهروا الطعن به والضربا
وبعدهم أخوتهم مغراوه   وكان في أحكامهم قساوه
ثم أناس بعدهم لم يذكروا   لأنهم في دهرهم قد أقصروا
وقد بنوا في المغرب المدائن   حتى بنت مراكش الزراجن
هم الذين ملكوا البلادا   وشرعوا في العدوة الجهادا
جاءا من الصحراء نحو المغرب   فذهبوا في الملك خير مذهب
هم الذين صنعوا الزلاقة   وطيبوا لديننا أخلاقه
وكان من أمرهم في العدوتين   ما صار تاريخا يروق الملتين
في عام خمسين وأربعمئه   جاءوا الى الغرب بنوق ملهيه
فجاء عبد الله نجل ياسين   بهم الى الجهاد مستعدين
فوجدوا في الغرب أنواع الفساد   فجعلوا حرب الطغاة كالجهاد
ان المرابطين هم من حمير   قد بعدت أنسابهم عن مضر
كانوا ملوكا في الزمان الأول   وأمرهم وحالهم لم يجهل
وقد رأيت في كتاب النسب   قولا به أعجز أهل الأدب
بأن صنهاج أبوه حمير   وهو أب لصلبه لا العنصر
أكرم به من نسب صريح   فقله لاتخلف من التصريح
عدلهم وفضلهم مشهور   ومجدهم وسعدهم مذكور
قد خلفوا من بعدهم حسن الثنا   في غربنا وبلغوا فيه المنا
أول من في الغرب منهم قد أمر   هو أبو بكر الرضا نجل عمر
أقام في مغربنا أعواما   وأمره وعزه استقاما
كانت له مع العدا حروب   قد مسهم بحرها لغوب
وكان ذا زهد وعقل وورع   متبعا للمصطفى وما شرع
فجاءه من أرضه يوما خبر   أزعجه لأهله لما ظهر
أن بنى عمك في الصحراء   قد أظهروا الحرب مع الأعداء
فحملته نحوهم حميه   كانت له في نفسه الأبيه
فجدد السير وخلا المغربا   وأهله فيه وأم السبسبا
وأمره مع الذي قد قدما   أشهر في الدنيا من أن ينظما
لما مضى ابن عمر للصحرا   وترك الملك معا والأمرا
قدم يوسف على بلاده   حتى يعود بعد من جلاده
فقدموا ليوسف بن تاشفين   وبيته من عامة المرابطين
فساس يوسف الأمور بعده   لما رأى انبعاثه وبعده
فجاد بالأموال للجنود   وعاد بالساقات والبنود
وامرأة ابن عمر تعينه   في رأيه وملكه تزينه
وكان قد طلقها فردها   من بعده يوسف يبغي سعدها
فكلما جرت عليه شده   وجدها لكشفها معده
حتى اذا ابن عمر قضا الوطر   وجاء يبغي ملكه لما ظهر
بات حزينا يوسف أمره   وخاف أن يزيله بقهره
قالت له امرأته ما شأنكا   مكتئبا لاترتضي مكانكا؟
قال لها: ان أبا بكر أتى   والشيخ لايدركه مكر فتى
قالت له ان شئت بقيا الملك   ونظمه من حينه في سلك
فأظهر الغلظة في مكانكا   واحذر بأن تزول عن امكانكا
فانه اذا رأى منك الجزع   كان له فيك وفي الملك طمع
وان بدت منك القوا والنجده   والخيل والأبطال مستعده
فكان ما قالت له خليلته   وهو لعمري سعده وحيلته
فسلم الملك له ابن عمر   ولم يفز منه بغير النظر
وصار عن مراكش مجدا   ويمم الصحراء مستبدا
فبايع الناس أبا يعقوب   وفاز بالمقصود والمرغوب
بادا برغواطة بالقتال   وبذهم في السهل والأجبال
ولم يزل حتى أباد جمعهم   ثم زناتة أضاق ذرعهم
فهدن البلاد والمعاقلا   وجمع الأجناد والقبائلا
وصار في مغربه مليكا   لايرهب الأعداء والملوكا
كل يخاف بأسه ونجدته   حتى النصارى يحذرون شرته
لما استقام ملكه ليوسف   ونال في المغرب مالم يوصف
واشتهرت فرسانه بالنجده   في كل أرض وبحسن العده
وكانت الروم بتلك العدوه   في كثرة وعدة وقوه
ويحسبون أن من في الأرض   دونهم بطولها والعرض
قد أظهروا الطغيان للأنام   وأكثروا الجور على الاسلام
وكان ألفونشو اللعين مجتهد   في جزية تعطا من أرض المعتمد
وكان يعطيها له ابن عباد   في كل عام اذا رأى منه الفساد
وكان في تلك الأمور يعذر   لأنه من غربنا لاينصر
يدعو فلا تغيثه القبائل   ولا تجوز نحوه القنابل
قد ضعف الطالب والمطلوب   وكاد نجم للهدا يغيب
فكتب الفونشو الى ابن تاشفين   مستهزئا أن انصر المستضعفين
فما بأرض المسلمين غيركا   لم لا يكون للجهاد سيركا؟
عليك نصر الدين فرض واجب   اذ عندك الجنود والكتائب
وأنت تدعا بأمير المسلمين   وقامع الكفار ثم المعتدين
وحضه حضا على الجهاد   كأنه داع الى الرشاد
وكان من جملة ماقد كتبا   وأظهر الهزء به واللعبا
وجه لنا مراوحا للذبان   فقد أقمنا في الحصار أزمان
وابعث لنا ان لم تصل مراكبا   نلق بها في أرضك الكتائبا
فهيج الفونشو اللعين وجده   فجد في قصد اللقاء جهده
حتى اذا ما حل في أندلس   بجيشه كالصبح أثر الغلس
واجتمعت كتائبق الاسلام   وأقبلت عصائب الأصنام
وكان ما كان من الزلاقه   وأبصر الكفر بها محاقه
وذاق ألفونشو اللعين ما طلب   وعاد كل جيشه الى السلب
ونصر الله حماة الدين   وفاز بالأجر ابن تاشفين
ولم يقصر في الحروب المعتمد   فانه على الاله معتمذ
ولم يقصر في برور يوسف   في المرة الأولى ولم يستنكف
ونجل عباد له ينادي   لحينه هلم للجهاد
فعاد أيضا للجهاد ورجع   واستلب الكفار أيضا وقمع
وكان قد بدت من ابن عباد   أشياء تدعو كلها للانتقاد
فبعضها لايط اذا ناداه   لحضره بالكيد مع سواه
لم تصف فيه نية للمعتمد   وكلهم يلومه وينتقد
وأمرهم وحالهم مشهور   وأمر ربي قدر مقدور
فخلف ابن تاشفين قائدا   لحصره وجاز عنه قاصدا
فصار يوسف أمير العدوتين   بعد ابن عباد وملك الملتين
ونال في دنياه ما قد طلبا   وملك السوس وحاز المغربا
فحوصرت اشبيلية الغراء   وحل بالمعتمد البلاء
فحمل المعتمد المذكور   لأرض أغمات له ثبور
ويوسف مناه تستقيم   والسعد في أرجائه مقيم
حتى دهاه ما دها الملوكا   وجمع الغني والصعلوكا
فمات حتف أنفه وصارا   لفعله لم يتخذ أنصارا
فهذه عوائد الأيام   بكل ذي ملك على الدوام
في عام خمسمئة قد ماتا   وما لقي في ملكه آفاتا
مئة عام كان أقصى عمره   ولم يزل في حزمه وصبره
لما أذيق يوسف كأس الردا   قام على نجله قطب الندا
ثم اقتدا بفعل يوسف أبيه   وقرب الدهر له ما يبتغيه
فمهد العلياء والبلادا   وبذل الطارف والتلادا
وشيد البنيان في مراكش   قبل ابتداء الحرب والتناوش
وبقيت آثاره في الحضره   في وقتنا هذا تبين قدره
محمودة آثاره وسيره   وورده الى العلا وصدره
أقام في الغرب سنين عددا   قد أحرز الملك وحاز العددا
وكل من في العدوتين خائف   من بأسه ما ان له مخالف
حتى أتى المهدي بالتوحيد   لأرضه في طالع سعيد
في عام عشرة أتى المهدي   لغربنا وأمره خفي
جاء من الشرق الى المصامده   مشمرا ومخفيا مكايده
ولم يزل يطلب عبد المومن   وعن طلاب شخصه لم ينثن
وكان قد حاز كتاب الجفر   من الفقيه ذي العلوم الحبر
ثم تلقاه فسار قصدا   ميمما لمتونة مجدا
فقصدا مراكش القديمه   والدولة الغراء مستقيمه
يدارس العلم بها محمد   فصار في تلك العلوم يحمد
فقيل لابن يوسف علي   هذا الذي ندعوه بالمهدي
صاحب هذا الدرهم المركن   ملكك ان بويع لم يؤمن
ان أنت لم تصنع له كبولا   يكون فيها, فاستمع طبولا
وما لما شاء الاله دافع   فانه لاشك فاعلم واقع
ثم نفاه فأتى المقابرا   فصار فيه للقبور عامرا
قال له علي قد نهيتكا   عن بلدي فلم هنا رأيتكا؟
قال له إني ألفت الموتى   ولم أخف بما فعلت موتا
فصار في تلك الجبال يدعو   نوع يجيء ثم يمضي نوع
فجاءهم في الحين بالتوحيد   مخاطبا بالوعد والوعيد
ألفه قبلا بلفظ البربر   بالعشر والأحزاب ثم السور
فصار كالقرآن للمصامده   من جد فيه نال كل فائده
ووجد الناس بها جهالا   فألفوا القيل بها والقالا
ناهيك من قوم على الأجبال   لا يعرفون الناس كالأوعال
اتخذوا سنته منهاجا   وأقبلوا لنصره أفواجا
فرتب العشرة والخمسينا   ومكن الملك بها تمكينا
وكل ذلك مراد ربنا   وحكمة أحكمها في غربنا
فلم تزل تطيعه القبائل   وتقبل الجموع والمحافل
حتى أتت جيوشه الى علي   فقاتلوه جحفلا في جحفل
سموهم لمتونة الخوارجا   لأنه كان عليهم خارجا
فسموا الخوارج الملثمين   في الحين والساعة بالمجسمين
واعتقد المهدي أن من سبا   منهم كعلج أو كعبد قد صبا؟
واعتقدت لمتونة اعتقاده   وغيب الدهر لهم ارشاده
كل يرى بأنه على الهدا   ولم يزغ عن سنة ولا اعتدا
ان شئت قول الحق دون شك   ما اعتقدوا الا طلاب الملك
عشرة أعوان وعامين بقي   في حربه علي وهو يرتقي
وأمره وأمرهم مذكور   عند الأنام حاله مشهور
فمات حتف أنفه علي   وفعله وأمره مرضي
أقام سبعا وثلاثين سنه   بعد أبيه نصفها مهدنه
ثم تولى تاشفين بن علي   وملكه من بعدهم لم يكمل
تنكرت عليهم الأيام   كأنما ضياؤها ظلام
لما انقضت لتاشفين المده   لم يغنه مال وحسن عده
ورجع التدمير في التدبير   والمال بالتبذير كالتقصير
ولم يزل نجل علي تاشفين   في الشرق ذا خوف من الموحدين
يحكم في وهران مع تلمسان   وملكهم عفت عليه الأزمان
وملكت مراكش وغيرها   وصار شرا لذويه خيرها
ثم احتوا الجميع عبد المومن   ثم أتى لحصره ولم ين
فاستنزلوا بالقهر من وهران   واستبدلوا العزة بالهوان
سنة تسع وثلاثين قضا   من بعد خمسمئة وانقرضا
وانقرضت دولتهم بالجملة   وملك المشرق دون مهله
وهذه عوائد الزمان   تذهب بالأمان والأماني
مدتهم تسع وتسعون سنة   فبدلت عزتهم بالمسكنة
ورجعت سعودهم نحوسا   وأسكنوا الأحداث والرموسا
لما أتى المهدي أرض الغرب   بسيرة وحيلة ومذهب
وكان بالعلوم ذا اشتغال   عند أبي حامد الغزالي
له ذكاء وانتقاد وفطن   وانه لمحنة من المحن
كان أبو حامد المذكور   اذا رآه ذا يثور
لابد أن يربع الدراهما   وسيرى في المغرب العظائما
فقد رأيت ذاك في صفاته   وانه في الدهر من آفاته
فعلم المهدي أن عنده   جفرا بما قد قاله وعده
فاحتال حتى فاز بالكتاب   وانقض في المغرب كالشهاب
وكان ما ذكرته من حاله   وحال لمتونة في اقباله
فشرع المهدي ماقد شرعا   من الأمور سنة أو بدعا
ومهد الملك عبد المومن   ومن جنا ثمر العلا لم يجتن
حتى اتاه القدر المقدور   وموته وأمره مشهور
في عام أربع وعشرين سنة   من بعد خمسمئة مبينة
بويع عبد المومن الهمام   ولم يكن في عصره اظلام
دولته عليهم ميمونه   بادرت بها من حينها لمتونه
ولم يزل يفنيهم ويقتل   وأمره وأمرهم لايجهل
ان قلت عنه سائلا ما نسبه؟   فمن زناته الكرام أصله
بر بن قيس جده لايجهل   من حاج عنه قوله لايقبل
سيرته في الدهر خير سيره   وكان ذا عقل وذا بصيره
ما زال في الملك نسيج وحده   مباركا مؤيدا في سعده
افتتح المغرب ثم المشرقا   ومهد العليا وساد وارتقا
ولم يزل يدنو اليه الأمل   حتى أتاه في المقام الأجل
فمات ليلا برباط الفتح   وكان ذاك الأمر قبل الصبح
مات ولم يركن الى اللذات   وذاته أعظم بها من ذات
أعوامها في عدها اذ تسمع   عشر وعشر وأربع
فالله يجري فعله بجنته   بفضله وطوله ومنته
لما قضا وحل وسط قبره   بويع يوسف ابنه في أثره
ثم اقتدا بفعل عبد المومن   يبغي جهاد كل من لم يؤمن
فجمع الأموال والذخائرا   وألف الجنود والعساكرا
من السويقة لأرض سوس   يجبا له المال بلا نكوس
فمهد الملك كتمهيد أبيه   ونال فيه كل أمر يشتهيه
والناس في أيامه في أمن   كأنهم من عدله في عدن
أيامه كانت ثلاثين سنه   بعد ثلاث كلها مؤمنه
لما أتاه القدر المقدور   قام ابنه يعقوب المنصور
أيامه في الدهر ما أحسنها   على الورا طرا وما أزينها
هو الذي منع عام الأرك   ولم يدع جيشا لأهل الشرك
أعظم بها من غزوة مشهوره   وغيرها لاكنها المذكوره
وأبصر الكفار في أيامه   ماقرب الكفر من اسلامه
وكان ذا علم يحب العلما   ملازما للفقها والحكما
أول من قد صنع المدارسا   ومكرما من ظل فيها دارسا
وكم بنا من مسجد وصومعه   ومن قباب كلها منوعه
أفعاله مشهورة في المغرب   من البنا في كل ربع سبسب
وكم أتى مما به سيرحم   من كل فعل فضله لايرحم
عشرة أعوام وستة بقى   مؤيدا في الغرب ثم المشرق
فجاءه من بعد ذاك الأجل   وكل عيش زائل منفصل
لما ألقى يعقوب يوم وعده   قام محمد ابنه من بعده
ووجد الملك قد استقاما   ياليته لو ألف المقاما
أراد أن يكون كالمنصور   أبيه في العلاء والظهور
فاستنفر الناس من الأمصار   فأقبلوا من سائر الأقطار
حتى أتا للغزو منهم أمم   كل الى حرب العدا يزدحم
وكان يخفي النصح بعض الوزرا   فلا يريه من مكان خبرا
أغووه حتى قتل ابن قادس   وكان للاسلام خير فارس
وكل ما يأتي من البلاد   من خبر يخفونه في النادي
لو كانت الآراء مستقيمة   ما كان هذا سبب الهزيمة
أو ظهرت في ملكهم نجابه   أو نجده ما غلظوا حجابه
حتى اذا ما التقت الجمعان   فرت حماتهم عن الميدان
وانهزمت جيوش أهل الدين   ومات كل من أتا في الحين
وحكمت فيهم سيوف الروم   في طالع على العدا مشؤوم
أضحا له العقاب كالعقاب   وهو قضا للدين بالذهاب
من هذه الهزيمة المذكوره   لم تر أعلام الهدا منصوره
الا الذي أذكره من بعد   فهو لعمري بغيتي وقصدي
لم ينج من جيش الهدا الا الأقل   وارتفع الكفر وبان واستقل
ورجع الناصر نجل المنصور   لأرض مراكش يلهو في القصور
فمات مسموما بأمر الوزرا   في شرب كأس ألحقته بالثرا
وكان في نيته قتلهم   لكنهم أنقذهم فعلهم
قد قيل ان رأيتم الوزيرا   بماله يكاثر الأميرا
اذا الأمير الندب لم يصرعه   فانه مصروعه فدعه
ثم تولى نجله المستنصر   وكان عن فعل الجهاد يقصر
لم تمتثل أحكامه في العدوه   وكل خلق في مكان قدوه
من كان قد قدم في مكان   أطمع في العلياء والامكان
أقام في مراكش سنينا   قد ألف النعيم والسكونا
ينتج الأبقار والأفراسا   حتى لقي من بعضهن باسا
فمات مقتولا لابقرن بقره   وهذه فاعلم أمور منكره
فقام بالملك أخو المنصور   وخلعه من أعظم الأمور
قد قتلوه بعد ما قد خلعا   ولم يخافوا القتل والسبي معا
في قتل عبد الواحد بن يوسف   قد ركبوا أمرا لهم لم يعرف
ورجع الأشياخ كالأتراك   مع بني العباس في الأملاك
قد دبروا بجهلهم تدبيرا   كان على ملكهم تدميرا
بفعلهم كان خراب الدوله   وقتلهم في الأرض شر قتله
فبايعوا من بعده للعادل   واتبعوا آراء كل عاذل
واتخذوا ملوكهم هزوا   وكان هذا منهم غلوا
فقتلوا العادل كالمخلوع   وسخط الله على الجميع
فبايع

شعر الفصحى
شعر العامية
شعر الأغنية
الشعر الجاهلي
الشعر الإسلامي
الشعر العباسي
الشعر الاندلسي
الشعر النبطي
شعراء الطفولة
المرآة الشاعرة
دمــــوع لبنــان
المونولوج والفكاهة
فن الدويتو
مواهب شعرية
علم العروض
قالوا فى الحب
 
البحث
 
كلمة البحث:
بحث فى الشعراء
بحث فى القصائد