وقال يستجيز الشيخ أبي القاسم بن سودة:

أسيدنا قاضي الجماعة والذي   لهيئته تعنو الوجوه وتخضع
وذو السيرة الغراء في العدل والهدى   ووتر العلى في دهر ليس يشفع
إليك مددت الكف أرجو إجازة   فمثلك من يعطي ومثلي يطمع
تكون بأنواع التحمل كلها   إما بكتب أو تقول فأسمع
بحر وكم تلا أجيزو وانجزوا   أو لاتجيزوا اني قربت أشبع
وخصوا وعموا الاذن فيه   واطلقوا عنان المقال في الحال وأوسعوا
فإن جدتموا فضلا فذلك دأبكم   وإن تمنعوا عدلا فمثلي يمنع
ولكن على باب الكرام تطفلي   وقارع أبواب الندى ليس يقرع
فمالي إلى ذاك الجمال وسيلة   لكن جودك يشفع
فلا زلت مخدوم الجناب مقررا   وعلمك في بحر الجهالة ينفع

فأجابه:

من بارق أم رافة البرق يلمع   ومن طيب الصبا طاب يسطع
أم المسك عن دارين ضاع فعطرت   بنشره أحيا للرحيل يجمع
وقد أعلنوا بالبين فارتاع عاشق   وهل عاشق بالبين ليس يروع
ولا غرو أن يرتاع صب لناء من له   فروح للمواد بمصرع
بل العجب الديان في الصاد يطمع   ويحسب ان الما لديه فيكرع
واعجب منه قاصر يستجير   بحيث ملى في العلوم مضلع
أبحر من ربيع ويسعى غمام   مصير من جهام توزع
...
ينبع برسالتي صدر الأفاضل بدرهم   سليل أبي بكر لعياش يدفع
أبو سالم عبد الإلاه الذي له   من الجد والمجد السنام المرفع
اجازته مجموع ماقد رويته   ورويت بالضرب الذي يتنوع
فقل أجل إني أجزتك بالذي   أجازني الأشياخ فيه وأوسع