...
بخندق أبران سر من الحصن   ومن أصله تسير السعادة للغصن
فخصت بأبناء علي بن مشيشهم   أخ القطب منبع السيادة واليمن
وخصوا بها مستوطنين بريفها   وعندهم بها لمجدهم بيني
عرفتهم بأبناء المؤذن فانتمى   إلى عابد الغفار فرعهم الحصني
وأنتم كرام من كرام أجلة   ولم يجحد المعروف عند الورى سني
...
بباب علي واد فيه الكرم والكرم   دخلنا إلى روضة المسرة والنعم
تركنا تلا يامين والحصن قصدنا   ولا مثل هذا الحصن أرض هنا تؤم
رسى مرسى لاتكدره الدلا   على أنه عذب ولكنه خضم
سمى وهو سفح قد تلألأ فوقه   ضياء تبدي في الضلام على الأمم
به المسجد الميمون يسمو تفاخرا   يمين طريق الشيخ يلفى على شمم
هو الأصل في ذي السروال والعلا   توارثه الأشراف من سالف الأمم
وعين بها للشاذلي أشابها   وماء يشفي الفؤاد من الضرم
رسوم حواليها ترفل بهجة   فخذ راحة منها وقم واصعد العلم
...
أأزغار هذا الحصن باكرك العهد   ولازال من يحدو لهذا الحمى يحدو
ويا منزل الاشراف لازلت ساميا   ولازال سر الله في ربعكم يبدو
فأرضك خير الأرض فضلا ومنظرا   وقومك خير القوم ليس لهم ند
وما المسجد البكري إلا بربعكم   فجاوره منهم له الشرف العد
وهلال حمدان كرام سجية   فمن دارهم يوتى إلى حمدان الرفد
وهم الا يملاح ملاح أكارم   فما حتم في الأكرمين إذا عدوا
أدامهم المولى كذلك للندى   وليس لما يوتون من كرم حد
...
ما لحصن في العلم الأسمى سوى الريف   تغنيك شهرته عن كل ريف
سكانه سادة نحر جهابذة   شم كرام ذوو مجد وتشريف
يصبو لأرضهم شرقا محبهم   كما صبا مذنب للقيد والسيف
والجامع الجامع الاشراف منزله   طلعة جيرته مشتاق مشغوف
وكل ذي شرف عال وذي خلق   سهل وذي عمل بالعلم موصوف
شقور كرمون حرص جلة كرما   مأوى الشريف ومثوى كل مشروف
أبقاهم الله في عز وفي نعم   وأكف بفضلهم ليس بمكفوف
ياليتهم سمحوا يوما لذاكرهم   بقول منه ربي عند تخويف
...
عرج على محروقة الحصن   دار الكرام ومعقل الأمن
واقصد بأعلاها الامام أخي   مشيشهم ذي الفضل واليمن
الشيخ يونس عم سيدنا   عبد السلام وصيه عني
واطلب به ماشئت من أرب   تعطى المنى أشهى من المن
وكذلك أولاد العلم جزر   إن المجاز متجر الصبين
وسل من الاشراف دعوتهم   إن المجاز على الدعاء مبني
يا أيها السادات حبكم   وسط الحشاشة قد ثوى مني
لاتهملوا إن جدتم كفا   ولتملؤوها لي بلا وزن
...
طلعنا في نشاط واحترام   إلى مقنى الكرام تلا يمين
فبينما نحن في أعلى طريق   يقال الرشد حتى على اليمين
وخفت من الخطوب فقال ظني   تخاف وأنت في بلد أمين
ففي ذاك المكان كرام أصل   لهم في المجد مرقى كل مين
وذريا ليملاح وموسى   هم فيها ذوي الشرف المبين
...