بالشفاء بعد المرض, مستقيما تراه   يدل عليها طيب عرق تراها
وزم زائر الاضغان إن توجهت   ركائبها بل أين نهج ذراها
وزم المطايا للسرى واحدا منشدا   ألا بلغ الله المحب ذراها
ولاتعدون عيناك إن آنست سنا   أضاءت به الأرجاء فذاك سناها
سناها يغار الصبح منه وإن بدا   سناء لها فالشمس دون سناها
وما خل ساري الليل إلا لأنه   توهم أن البدر فوق سماها
ومالي لا أدعو لعلي أهتدي   ألا بلغ الله المحب ذراها
وأشكو إكرام الحي ما قد لاقيته   ليالي لم تشك الخطايا وجاها
ولما تبدت لي علامة قربها   ونادى بشير القوم هذا حماها
هممت بخلع ما علي بشارة   ونفسي تأبى أن تمد يداها
فأيقنت أني لو سلمت من الأذى   منحت جميع الوصل بعد جفاها
على أنني أبكي وأهتف قائلا   ألا بلغ الله المحب ذراها
فلما لم أسلك سبيل مسيرها   وأخطو خطاها أو أنال رضاها
ومالي أبغي أن أشبه بالألي   سمى مجدهم لما انتموا لعلاها
ومالي قد ألزمت نفسي بعض عا   راته   مناها ناصرا لهواها
خللت وخاب السعي إن لم أتب   ولم أخالف هواها تاركا لمناها
وأبكي على ذنبي ووجدي مرددا   ألا بلغ الله المحب ذراها
لو خيمت بمنصرج للوا   وحال النوى بيني وبين لقاها
وقد راعني أن قيل كانت فريضة   فيا معشر الاسلام ربي شفاها
هنيئا لنا بشرى لنا فرحا لنا   وحق الهنا كما شفى الله داها
فقوموا بنا نجلي الكروب بنزهة   يدير بها كأس الله وورشاها
وقولوا لنا واليمن ينشد عزمنا   الا بلغ الله المحب ذراها
فهل لي بها لكن ضعف حالتي   وكل قبيح الفعل إلا قلاها
وكيف يرجى وصل ليلى متيم   يشح ببدل الروح يوم يراها
تعود قبض الكف حتى لو أنها   دعته لبسط خدها وجراها
ويأمل جهلا أن يقوم مقام من   طمى في الندى بحرا وليس يضاها
إذا ماسرت سيارة البر نحوه   تجوب صحاريه وتفلي فلاها
تؤوب وقد فازت بكل مؤمل   وتحمد عند الصبح سعي سراها
وإن هم مكسور الفؤاد وأمه   جبال ذنوب هواها وكراها
وإن أمه العالي وقد لعبت به   يد الدهر لم يخش القضاء مداها
يقول علاه للأنام ألا اصعدوا   إلى شمس عفاه بعصر ضحاها
وذاك الإمام ابن الامام ابن ناصر   إمام التقى المحيي لسنة طاها
كريم السجايا سمحها متفضل   خصال المعالي لايروم سواها
إمام همام طود فخر وسؤدد   لقد أسس التقوى وشاد بناها
إمام علي أعلى المراتب قد علا   وشيد أعلاها وشد عراها
كرامته أجلى من الشمس ضحوة   وبرهانها التوفيق قوي قواها
متأثرة بالشرق والغرب قد بدت   فأكرم بها أكرم بحسن بناها
فضائله منشورة صح يسها   وغنت بها الأطيار فوق رباها
سيادته أعيت فريد نظيرها   من الراكعين الرافعين لواها
مكارمه أحيت مكارم غيره   من السابقين السالكين هواها
عنايته أعظم بها من عناية   فبالله كانت ما أجل زهاها
وأوصافه الحسنى لقد طار صيتها   وعم بلاد الله نشر سواها
فدونك منها البعض ماعلمته   وغايتها والله ما تتناها
فإن رمت تحصيها قم واتل منشدا   الأسر ولكن مستقيما تراها