أنا

وُلِدْتُ مُبتَسِمًا وفي الحَشَا ألَمٌ
كَمْ أَسْتَعِينُ على الآلامِ بالضَّحِكِ
لا ينقَضِي أَلَمِي .. لا يَنْتهِي ضَحِكِي
فالعقلُ في شَرَكٍ ، والقلبُ في شَرَكِ

لنا مداران
~~~~~~
لنا مدارانِ في فُلْكِ الهوى قُدِرَا
والشمسُ لا ينبغي أنْ تُدرِكَ القمرَا
بيني وبينكِ أطلالٌ وأودية
من الدموع ونهرٌ بالحنين جرى
والنايُ ينهل من يَنبوع قافيتي
والدمعُ في كوكبي ينسابُ مُنهمِرَا
يأسًا أناجي الأسى والشوقُ يغلبني
فاليأسُ والشوقُ في أحلاميَ اشْتَجرَا
لي شوقُ أمٍّ ولي في موطني طللٌ
ثاو بقلبي الذي قد أدمن السفرا
يا أيها القلبُ يا طفلاً يُعاندني
يسري على الجُرح والآلامِ مُصطبِرَا
كيف الوصولُ إلى مَنْ لا وصولَ له
وأنت تلهو بك الأشواقُ مُزْدَجَرَا
يا مرفأ الحبّ إن الشعر أغنيتي
والصبُّ ناءٍ ..ٍ رهانَ الحب قد خسِرَا
 
أحبكِ
~~~
أيا امرأةً يخجل النور منها
وينسابُ في راحتيها أصيلا
لعينيكِ يهفو الفؤاد عميدًا
وينهمر الشوقُ صبرًا طويلا
ووجهكِ وجهُ الربيعِ تهادَى
فأيقظَ زهرَ الرُّبا والحقولا
وشامة خدّكِ غَفوةُ ليلٍ
بخَدِّ النهار .. تُذيبُ العقولا
وعين لها القلب يخفقُ عشقًا
بها العشبُ ألقى اخضرارًا خَجولا
وصوتك لحن من الغيب يسري
فيخشَعُ هذا الوجودُ ذُهولا
ووقع الحنان الذي في خُطاكِ
به الأرضُ تغدو سهولاً ونيلا
فيا طفلةً صاغها اللهُ سحرًا
وعطرًا .. ورئمًا شَرودًا خذولا
إذا ما نَأيتِ وحان رحيلٌ
ففي مقلتيكِ عشِقتُ الرحيلا
لكِ الدمعُ يا فتنتي وابتسامي
لكِ الذكرياتُ التي لن تزولا
أحبكِ يا روح روحي وعمري
وصار هواكِ جنوني الجميلا
 
العاشقون سُكارى
~~~~~~~~~~
عشِقَ الجمالَ .. فَرَاعَهُ واحتارا
فارفِقْ بِهِ .. فالعاشقون سُكارَى
هو هادئٌ كبُحيرةٍ .. حتى إذا
سمِع اسمَها فزِع الفؤاد ومارا
وَهَبَ القوافيَ ليلَهُ ونهارَهُ
وأضاف في عُمْر الهوى أعمارا
مترقرقًا يسري كما يسري الندى
لحنًا طَروبًا نبَّهَ الأزهارا
هو ذلك الطير المُغردُ في الضحى
مدَّ الجناحَ يسابقُ الأطيارا
حتى إذا حلَّ المساءُ حلا له
صوتُ الأنين وفي الظلام توارى
غرِّد .. ونُح بالليل .. وارقص في الضحى
يا صاحبي .. لا تُسدلِ الأستارا
في حب ليلى العامريةِ قبلَنا
لام الذي لا يعرف الأسرارا
لا يلتقي الضدانِ قلبٌ مُجدِبٌ
وفؤاد صبٍّ ينثُرُ النُّوَّارا
يا لائمًا في العشقِ .. هذا دربُنا
فبأيِّ آلاءِ الهوى تتمارى
لا تعذِلِ العُشّاقَ إن قلوبَهم
لو صُوِّرتْ بَشرًا .. لكُنَّ عَذارى
 
نصف امرأة
~~~~~~
لُوذِي بوَهمِكِ في الدروب المُطفَأةْ
أنا لستُ أعشق في الهوى نصفَ امرأَةْ
أنا قد منحتُكِ من خلود قصائدي
وتركتِ لي كلَّ الحكايا السيِّئَةْ
فابكي على طلل القصيدةِ .. طفلةً
ليسَتْ تُجيدُ سوى حروفِ التأتأَةْ
خانَت خُطاكِ السندبادَ وخُنتِهِ
وهو الذي ما خان يومًا مبدَأَهْ
يغفو ويصحو في هواكِ بلا هُدىً
ما نالَ منكِ سوى الوعودِ المُرجَأَةْ
يعدو إلى عينيكِ مثلَ فراشةٍ
رفّت على نار الخديعةِ مُبطِئَةْ
أضرمتِ نارَ اليأسِ في أحلامِها
وأذاعَتِ الأصدافُ سرَّ اللؤلؤَةْ
فلْتَهنئي .. خَرَّ الفؤادُ على الثرى
من بعد ما أكلَ الجرادُ المِنسَأَةْ
كم عاند الإعصارَ رغم جراحِهِ
قد كان حُبُّكِ منتهاهُ ومبدأَهْ
إنّ المرافِئَ كلَّها أكذوبةٌ
إنْ أخطأَ الملاحُ يومًا مَرفأَهْ