أبغـيرِ العمرِ سـيتَّكِئُ ؟؟
مَن سـنَّ لنا لـيلَ الآهات ؟؟
علـَّمنا .. أنْ نشدو حزَنًا ..
علمها أنْ تبكي الشرفات !
أتحاملُ في جفنةِ عيني
غلياني نسي بخار الماء
و جاءني باللونِ الأحمر !
أبغـيرِ العمرِ سـتتَّكِئُ ؟؟
النجم الأزرق يرمقني بحصاه
( شــزرًا يا دنيا ! )
في سرِّهِ شــوقًا .. يرقبني !
و أرصـُـدُ فيهِ حطامَ الأمس
أتساءلُ ، أهـذي .. في جدلٍ
هل ماتتْ حقًّا أقدامي ..
بمغارةِ طيفٍ .. لا تُفتَح ؟
النور رمادي المدن
يرفلُ في عيني ضوءُ الشمس
و النفـقُ الأحمر .. مشلولٌ
الوجع البادي .. يسكن أضلاعَ السنوات
بالعصرِ يبيعُ بضاعته ..
النفقُ الأحمر .. كيفَ يمر ؟؟
و أسافر في قسوة وطني
قلبي يتخفى .. يخشى الناس
قلبي مبتورُ فيه شراع
و الفتن .. تعلِّمني زمني !
و تركتُ لقلبي آهاتي ..
مَن سـنَّ لنا لـيلَ الآهات ؟؟
و بمترو الأشواقِ أجولُ
أودعتُ قلبي ..
حقيبة .. قديمة السواد !
يركلها الناسُ .. في ركضهم
يأكلها الغبارُ التعـِب
و يشرب لحنًا .. محلي الصنع
و القديمة تبحـثُ بين الأقدام
عن يدٍ تمسكُ بها .. كعنقِِ السماء
و الليلة الهاربة .. تلك
من شهيق كانون ..
و زفير حزيران ..
ودَّعــتُ قلبي .. بلا نشيجٍ !
و دفنتُ نفسي .. في حدودِ المسافة
و رحلتُ بلا جسدٍ .. إليك !
وهجرت قرى ابتساماتي ..
و إلى شفـتَيْك ...
إذ تركتُ أولَ أيامي
و قلمَ رصاصي ..
و وجبةَ عشائي
فتغريني ..
لأني جئتُ إلــيك !
هل ماتت حقًّا .. أقدامي ؟
و بغير العمرِ .. أتتَّكِئُ ؟
تخفيني في داخل نفسِك
تغويني جدًّا .. جدًّا
لأضحك .. حين تكونُ أنا ..
رغم رأسي النامي فوقَ الألمِ الساخر
علـّمتني .. كيف أهزأُ بالحزنِ
لابتسـم .. رغم الرصاصِ مِن حولك
لأمتهنَ الكهانة .. لأجل عينيْك
فأقولَ لكَ .. إنَّ الأخضرَ لن يرى سوى الأخضر
و أنَّ حقولَ القمحِ .. ستُنبِتُ في السهلِِ الأسمر
أشجار مطرٍ ..
و حباَّتَ رمَّان ...
تغريني - يا عمري – جدَّا ..
لأحتشــدَ وحــدي في المسافة المصلوبة ظلمًا
لأفعلَ ما أفعلــه ..
و ما لا أفعلــه ..
بزجاجتي .. في البعدِ و القربِ منك
مِن صخـبٍ .. و بكاء .. !
تعاتبُ منّي أوراقَ الحزنِِ الفَجريّة
تبتســمُ لقلــبي ..
تتَّكِئُ ..
و تضحكُ بكربلاء ..
