أتجـوَّلُ بالوحــدةِ في نفسي ..
و كلابُ التُّجــَّــارِ تستقصي
السجــنُ يموِّهُ أحـلامي ..
و يباعدُ أحلامَ الموصل
و دماءُ الزقـُّورةِ تُعزَف
أَوَ تنسى دمائي وجهَ القصيدة ؟؟
و شكلَ انزوائي .. بعرْقٍ أسودَ متجلط ؟
٭٭
( هو .. يحدثني عن اتساع السماء كما الظلام !
عن الماء الرمادي الخدين
و أقوام الهمج ...
و حريته التي يطاردها كفراشاتِ آذار
هو .. يعلــِّــم وجهَ المساء
ما بين إصبعيهِ ..
و يرسمُ .. بشــفتيهِ
و بالبياضِ الخفي يشوِّهـُـه !!
هو .. يحتالُ ببراءَتِهِ المعهودة على الصاغة ..
ليأتني بقلـبٍ مِن ذهبٍ أبيض ..
و يدَّعي أنه " ترزي " (*) اللغات !!
ليزمَّ شفاهي .. باسمه الخفي ) !؟
٭٭
أتجول بالوحدة وحدي ..
الحشفُ الأصفر .. ليس برُطَبٍ
ليس برَطْب !
و الوجعُ الصحْوُ .. يطـاردنا ..
جـدًّا ، جـدًّا ..
شيطانُهُ يجعلنا القربان
و أناهـيدُ الرئةِ ثقوبٌ ..
والعمرُ بـَدَا لعبة ثعبان
٭٭
القمحُ الأسودُ ملعونٌ
و الوجع الأسود كفّارة
الفِطْر بالناسِ تدثَّر ..
والفطر يوزع أوتاره
الفِطْر بقومي لا يفتأ
يتَّهم البحر .. كخيطِ سراب
يغتابُ الأفق ..
و يشكو الجوع !
اليوم الضُّــلاَّل سكارى
الفطر الماجن لا يصدأ
لا يهدأ ... !!
٭٭
الفطر النامي يشكو الجوع
الشمس توانتْ أنْ تشرق
و عطاش الأنجمِ .. تترقرق
يتجادل بالسيفِ جناحاي ..
و في الشرفات .. بالنزف
و يضيعان في " Sagalus " (*)
و جحيمٍ فاض على المشرق
و سكوتِ الصمتِ المتكلِّمِ ..
يصمـــت !
٭٭
مَن يأكلُ كلماتٍ محرّمـة ...
و يبيعها .. لمعاشِـرِ الضُّــلاَّل
و يتحاذق بكلمات متداعية كسنٍّ عجوز
ويعري الأشياء عن معانيها القديمة
أين " Sagalus " ؟
أتجوَّلُ بالوحـدةِ وحدي ..
تقاعسـتِْ الشمس عن الشروق
أو نســيتْ ..
( لمْ تُدفَعْ فاتورتها منذ أنْ عَرفَتْ إفريقية ) !
هل أنتَ النجمةُ .. ذات الميم ؟؟!
و بقلبكَ .. هل ستضيء الجيم ؟!
( أين القنديل ) ؟؟
٭٭
الفطر النامي يشكو الجوع
و الشمس تغيبُ ، ومَن يدري ..
أتراها هـرِمَتْ ؟!
( ما عادتْ تشـعرُ بالضُّــلاَّل )
أم تعبت ، فتقاعدت في جزر الهوائي ؟!
( لا شيء ،
عَدَا أنها .. لمْ تعد تبالي بالظلمات
بعد أنْ أصابَها الجـوعُ بالهــذيان :
الحشف الأصفر ليس برَطْب
و الفطرُ النامي .. نسي الرب ) !!
٭٭
وحـــدي ..
بسكوتِ الصمتِ المتكلِّمِ ..
و الشمسُ الغائبةُ .. لا تشرق
وحـــدي .. أخيطُ شفاهي لديه
أهذي بكلمة سمعتها بأول مرّةٍ .. لديه
"أحبك " ..
و أذوّب اسمه في قيودي
كخارطة هروبي .. لعينيه !
٭٭
أقلِّب قـبة أعيُني في مللِ المارَّةِ
و الساعاتِ التي لا تمر ..
و الأيام ...
أتدرَّب - بسكوتِ الصمتِ المتكلِّمِ ..
على نطقِ حرفِ الميم ..
والعمر إلى الشمسِ .. يمضي !
( والشمس لم تُدفع فاتورتها ، و لم تَدفع )
حررتُ لكفي .. " شيكًا " باسمه الذائبِ ..
و لقلــــبي شيكَيْن !!
مَن يدفعُ عني كي أخرج !؟
( شيكاتي بلا رصيد ) ... !
لمْ أخرج
( حتى الآن ) !
..... لمْ .. أخرج !!!
أيقظني مِن حلمي الأسود ..
أنقذني بيديك ...
و أخرجني ..
( أشتاق إليك ) !!
جيّان
14 نيسان 2008
ــــــــــــــــــــ
(*) درزي : لفظ يعني خياط باللغة التركية ، وهو متداول في بعض الدول العربية
(*) ساكالاس : مدينة إغريقية أسطورية مفقودة !