وَسَمَتْنِي بِدُعاء مُحِبٍّ قالَتْ ( صَبَّحَكَ اللهُ بكُلِّ جَميلٍ ) وأنا أسقي سِنْدانَ الوردِ الداوديِّ وَبعْضاً من وردِ قِرنفل وبعدَ وصولِ عبيرٍ روحانيٍّ ذُكِرَ اللهُ بِهِ بورِكَتِ الأشجارُ وَدَبَّتْ بِبراعمِها الخُضْرةُ باسِمةً لقفزاتِ العُصْفورِ النشوان وَتَلفَّتُ إلى أصداءٍ لأزيزٍ خافت وإذا بالنحلِ مجاميع تبحثُ عن ذَرٍّ لعسلِ رضابِ الغاليةِ قيثارة لَمّا ألقَتْ بِتَحِيَّتِها نَحْلٌ يَتَتَبَّع في أوراقِ النارنج ونحلُ يَتَغَلْغَل في أوراقِ النعناع عسى أنْ يحظى فيهِ ماذا ؟ أَهوَ الصبحُ وأنا مُنحَدِرٌ ومعي مهدي من خلفَ الأقسام إلى مَطعَم قسْم اللغةِ العربية (إخدمْ نفسَكَ في نفسِكَ ) حولي حسناواتِ السبعينيات يلقنَّ العاشقَ حُبَّ الأرضِ البغداديَّة ماذا ؟ أأنا من غَبشِ الصبحِ يَنثُّ عليَّ الغَيْثُ خَفيفاً ينتظِرُني الأستاذُ رجب في سيارتِه (البيجو ) يوغلُ في غاباتِ الجبلِ الأخضرِ منحدراً للمعهدِ في سوسة وكأنّي في جَنّاتٍ أتَضَوَّرُ حُزْناً أنّي سوفَ أفارقُها يا لَجَمالِ ثرى شَحّات يالجَمالِ الشجرِ المُثْمرِ فيها يا لَجمالِ النجوى خلْفي وهي تذوبُ حَنينا لمصيفٍ في شقلاوة ماذا ؟ أَأنا في حلبٍِ أتَتَبَّعُ نَبْعَ الباسوطةِ(1) أجري ومعي سواح الشهباء وأرقبُه كيفَ يدورُ على مَدِّ البَصَرِ فوقَ بساطٍ أخضر يُسْقى منهُ البستانُ وراءَ البستان د. محفوظ فرج 1- باسوطة قرية سوريّة تابعة لمحافظة حلب في منطقة عفرين وفيها نبع يسقي ما حوله من البساتين وهي منطقة سياحية .