تقولين إذهب لتنسي هواي
كفاك تضيع وقتي الثمين
فليس بقلبي ميل إليك
و ليس فؤادي من الجاحدين
و لا يحملنك و هم تراه
لتلعن حبي علي العالمين
و تنشر بين الرفاق رواء
حديث المجالس و السائرين
و تنشد شعراً تلقنه طيراً
يغني و يصدح في كل حين
و تجمع أنجم ليل الحياري
و تجعل بدراً ببدرٰ قرين
و تسري نسيماً يرد الحياه
فبضفي جمالاً علي الساهرين
و ترسم صوري في كل درب
و تهتف بإسمي للسامعين
صعقت و ربي أو هم هوانا ¿
أأدركت حقاً ما تنطقين ¿
أيا بعد عمري علام التجني ¿
أتردين قلبي بقلب ضنين ¿
ألست التي كان نبضك نبضي
و حسك حسي و ما تشعرين ¿
و أنت التي قلت : أنت الدليل
و تنشر نوراً هدي الحائرين
و ما أنت إلا إبتهاجي و سعدي
و ما أنت إلا ملاكي الأمين
و أن بقلبي حقاً مكانك
و أني رسمتك فوق الجبين
و أني بضعفٰ فاشدده أزري
فإني أراك لنعم المعين
علي الخد زرعك زاه الوجوه
هنا الزهر فل و ذا الياسمين
و فوق الشفاه تركت أثاراً
ستبقي عليها و رغم السنين
و في ليل شعري عست يداك
و في مقلتيك بكائي الحزين
و أهديت سمعي حلو الأماني
و علمت روحي معني الحنين
و طيب الكلام و لمس الأكف
و لهف اللقاء و دمعي السخين
و هاتف بيتي إن رن ليلاً
يدق بقلبي ذاك الرنين
و أني أفجر نبع الصفاء
و من غير نبعي لا تشربين
أم يك ذلك بالأمس قولك
و كنت بصون الهوي تقسمين ¿!
فمالي أري اليوم غير المقال
و ظهر المجن لنا تقلبين ¿!
أصيرت حبي رهيناً لقيد
و ألقيت قلبي فيه السجين ¿!
و في ليل ظلم و أدت هوانا
و أجمل حلم لنا تفسدين !
أكان جزائي رداً لودي
صدود و غدر و حقد دفين ¿!
عجيب أري منك هذا الصنيع
فما أنت إلا عدو مبين
أردت القطيعه و الهجر عمداً
و ليس سوي الحق ما تطلبين
و ان كان قلبي يبكي لبينٰ
و يعزف في الصدر لحن الأنين
فإني لأسحق قلبي إقتداراً
فلست لأرضي بقلبٰ مهين
و إن عدت يوماً لنيل السماح
و أعلم ذلك علم اليقين
و أن عدت تبكين حر البكاء
فليس لدمع قناتي تلين
عليك الحفاظ علي ماء وجهك
فلست مصدق ما تدعين
و كيف أصدق من باع عهدي
و من خلف ظهري خان اليمين
سيرميك قلبي لفظ النواه
فما عاد يخدع ذاك الرصين
و أمضي بدرب الوفا طليقاً
و تمضين وحدك في الغابرين