لأم عمرو باللوى مريع طامسـة أعلامهـا بلقع
**********
تروح عنه الطير وحشية والأسد من خيفته تفرع
*********
برسم دار ما بها مؤنس إلا صلال في الثرى وقع
*********
رقش يخاف الموت من نفثها والسم في أنيابهـا منقع
**********
لما وقفن العيس في رسمها والعين من عرفانـه تدمع
**********
ذكرت ماقد كنت ألهو به فبت والقلب شج موجع
***********
كان بالنـار لما شفني من حب أروى كيدي لذع
**********
عجبت من قوم أتوا أحمدا بخطة ليس لها موضع
**********
قالوا له لو شئت أعلمتنا الى من الغاية والمفزع
*********
إذا تـوفيت وفـرقتنـا وفيهم في الملك من يطمع
*********
فقال لو أعلمتكـم مفزعا كنتم عسيتم فيه أن تصنعوا
*********
صنيع أهل العجل إذ فارقوا هارون فالترك لـه أوسع
*********
وفي الذي قال بيان لمن كان إذا يعقل أو يسمع
*********
ثم أتتـه بعد ذا عزمة من ربه ليس لهـا مدفع
*********
أبلغ والا لم تكن مبلغا واللـه منهم عاصم يمنع
*********
فعندهـا قام النبي الذي كان بمـا يأمره يصدع
**********
يخطب مأمورا وفي كفه كف علي نورهـا يلمع
**********
رافعها أكرم بكف الذي يرفع والكف التي ترفع
*********
يقول والأملاك من حوله والله فيهم شاهد يسمع
*********
من كنت مولاه فهذا له مولى فلم يرضوا ولم يقنعوا
**********
فاتهمـوا وانحنت منهم على خلاف الصادق الأضلع
***********
وضل قوم غاضهم قوله كأنمـا انافهـم تجدع
***********
حتى إذا واروه في قبره وانصفوا من دفنه ضيعوا
**********
ما قال بالأمس وأوصى به واشتروا الضر بما ينفع
**********
وقطعـوا أرحامـه بعده فسوف يجزون بما قطعوا
**********
وارمعوا غدرا بمولاهـم تبا لما كانوا به أزمعوا
**********
لا هم عليه يردوا حوضه غدا ولا هو فيهم يشفع
**********
حوض له ما بين صنعا الى أيلة أرض الشام أو أوسع
***********
ينصب فيه علم للهـدى والحوض من ماء له مترع
************
يفيض من رحمتـه كوثر أبيض كالفضة أو أنصع
**********
حماه ياقوت ومرجانـة ولؤلؤ لم تجنـه أصبع
**********
بطحاوه مسك وحافاتـه يهتز منها مونق مونع
**********
أخضر ما دون الجنى ناضر وفاقع أصفر ما يطلع
**********
والعطر والريحان أنواعه تسطع إن هبت به زعزع
***********
ريح من الجنة مأمورة دائمة ليس لهـا منزع
*********
إذا مرته فاح من ريحه أزكى من المسك إذا يسطع
*********
فيـه أباريق وقدحانه يذب عنها الأنزع الأصلع
**********
يذب عنه ابن أبي طالب ذبك جربى إبل تشرع
**********
إذا دنوا منه لكي يشربوا قيل لهم تبا لكم فارجعوا
**********
دونكـم فالتمسوا منهلا يرويكم أو طعما يشبع
***********
هذا لمن والى بني أحمد ولم يكن غيرهم يتبع
**********
فالفوز للشارب من حوضه والويل والذل لمن يمنع
*************