العرب ما خضعوا لسلطة قيصر يوماً ولا هانــوا أمام تجبــر
لا يصبرون على أذى مهما يكن والحر إنْ يسم الأذى لم يصبـر
والترك قد كبــروا وإنا معشرٌ كبرٌ وفوق تكبــر المتكبــر
وإذا به أمـر نبيتــه لهــم تحت الأسنة والقنا والسمــهري
وأتى الحليفُ وقام في أعتابنــا متحيراً إنا هــدى المتحيــر
واستنصر العرب الكرام وإنهم غوث الطريد ونصرة المستنصر
وإذا عتاق العرب تورى في الدجى قدحاً وتصهل تحت كل غضنفر
وإذا السيوف كأنهــن كواكبٌ تهوى تلامع في العجاج الأكــدر
رجحت موازين الحليف ومن نكن معه يرجح بالعظيــم الأكثــر
وبنت لنا أسيافنا صــرحاً فلم يحفظ جميل العرب يا للمنكــر
في ذمة الرحمن صرعى جدلوا وعلى ثرى بدم الرجال معصفر
غدر الحليف وأي وعد صانه يوماً وأية ذمــة لم يخفــر؟
لما قضى وطراً بفضل سيوفنا نسى اليد البيضــا ولم يتذكر
وإذا الدم المهراق لا بمراقــه جدوى ولا بنجيعــه المتحـدر
يا ذا الحليف سيوفنا ورماحنا لم تنثلم فاعلــم ولم تتكســر
بالأمس أبلت في عداك وفي غد في كل قلـب غادرٍ متحجــر
تغلي الصدور وليس في غليانها إلا نذير العاصــف المتفجـر
ولقد تصبرنا عليك فلم نطق منك المزيد ولات حين تصبـر
هذي البلاد عريننا وفدى لها من نسل يعرب كل أسد هـصر