و نائحٍ فى غصون الدَّوح أَرقَّنىِ ... و ما عيي بِشئ ظلَّ بَعنيه
مطَوَّقٍ بعقود ما تزايلة ... حتى تزايلِه إحدى تَراقيه (2)
قد بات يَبكى بشَجوٍ ما دَرَيت به ... و بتَّ أَبكِى بَشَجوٍ ليسَ يَدريهِ
و قال فى المدح :
كريم على العِلاَّت جَزل عطاؤه ... منيل و إن لم يعتَمَد لِنَوالِ
و ما الجو مَن يعطِى إذا ما سأَلَته ... وِ لكنَّ مَن يعطى بغَير سؤالِ
و قال يصف سيفا :
و ذى شطَب تقضِى المنايا بحكمِه ... و ليس لما تقصِى المنية دافِع (3)
فِرِند إذا ما آعتَنَّ للعين راكد ... و بَرق إذا ما آهتز بالكفّ لامِع (4)
يسَلّل أروَاحَ الكماة آنسلاله ... و يَرتاع منه آلموت و الموت رائع
اذا ما آلتَقَت أمثاله فى وقِيعةٍ ... هنالِك ظَنّ النَّفسِ واقِع (5)
و قال أيضا :
بكلّ مأثور على مَتنه ... مِثل مدَب النمَّل فى القاعِ (6)
يرتدّ طرف العَين عن حَدَّ ... عن كوكبٍ للموت لَمَّاعِ
(1) هو الأديب الكاتب الشاعر الوشاح المؤالف أحمد بن عبد ربه صاحب كتاب العقد الفريد الذي يعد من أركان الأدب العربى توفى سنة 328 هـــــ .
(2) يريد بالعقود ما يرى من الألوان فى عنقه .
(3) الشطب : الحزوز فى جانبى السيف طولا .
(4) أعتن : ظهر و بدا .
(5) أى ما تظنه النفس من الهلاك واقع لا محالة .
(6) أى يلوح و يتراءى لمن ينظر اليه أكثال مداب النمل من انعكاس الضوء و انكسار على صفحته .