جزر من الأحلام تطل برأسها
على سواحل الشوق
في رئتي
على غابات الوجع
في أضلعي
جزر بحجم طلقة
بحجم ربيع آفل
بحجم سيجارة في يد حبيب
مات قبل أن يولد
أتمدد على بياض السواحل
أسمع همس أحاديث حلزونات الليل
المتخفية في قواقع العشق
طيور لها ريش أملس
بألوان قوس قزح
عقب نزول المطر
تطل داخلي
نخلات تحرسني من الشيطان المتربص بي
أنهار من البرد الطفولي
تسافر في ظلام اليأس
تشق جوربها لتريني أصبعها الذي أكلته
الغرغرينا
سيدات مخمليات يرقصن
يخلعن قبعاتهن ذوات الريشة الواحدة
وفساتينهن المزركشة
وقفازاتهن البيضاء
يخلعن نظاراتهن السميكة
أظل أحلم بالرؤيا
رجال يحملون الفؤوس
يحتطبون
الغابات تزحف نحوي هاربة منهم
ملأى بثمار الخوخ والجوز
تأتيني
مغسولة بالندى الصباحي
يتقاطر لعابها على شفتي
أحلم بالفجر ورائحة الخبز والعشب
سماء زرقاء تتقدم
بين يديها أطفال عراة
باردين كالليل
يتناثرون كضحكاتهم البريئة
وهم يدغدغون بطنها الكبير
فتضحك حتى تشرق
عصافير الجنة تعزف سيمفونية الخلود
تحملني في مناقيرها الخضراء
كحبة قمح
الأزرق يضحك ملء سواحله
يراقص عذارى الموج المتشحات بالزبد
بكل خفة
السمكات الملونة
قناديل البحر والمرجان
تطفو على السطح متمايلة نشوى
يطل القمر مغازلا
يغار البحر على حريمه
ويزمجر
الأكفان والتوابيت وأرواح الموتى
تبدأ العويل والبكاء
الروح تلتف حول ذاتها
تخلع جلدها الأجرب
تتخلق غمامة من فرح
و
ت
ط
ي
ر
زار
آذنت للنص أن يترجل عن صهوته
غرس نصله في شفتي
سرى السم في دمي
دياجر الوهم أسرجت قلبي مطية
لم تترفق
تزوجت الحرف في ليلة الصيف الأخيرة
أنجبت أطفالا كثيرين
انطلقوا يعبثون
في جروحي
رففوا ألعابهم بين مسامات الحرف
علّقوا أحلامهم
الخضراء على مشاجب الوجع
حفاة مشوا على حشائش الروح
تقاطر الدم من أقدامهم
صلوا في الهيكل المقدس صلاة استغفار
خنقوا عصافير الرهبة والصمت
المعشعشة من زمن الفتنة
حطموا الأصنام المزروعة
نتفوا ريش الحمام في أبراجه الكبيرة
دحرجوا قناني الحيرة
سفكوا ماء الدهشة
حفروا أخاديد
زرعوا فيها الصبار والشوك
شقوا الأفلاج
تدفق الماء
الأولياء قاموا من أضرحتهم
صبوا اللعنات
على أنغام الدفوف
اندفع مشهد الزار في الذاكرة