تلك السنون
 
في حفله اليوبيل الفضي لجريده "السمير"
 
تلك السنون الغاربات ورائي سفر كتبت حروفه بدمائي
ما عشتها لأعدُها بل عشتها لتبين في سمائها سمائي
سيُلن لو أني قنعت بعدُها عمري وعمر الصخره الصماء
ولبذُني يوم التفاخر شاطيء ما فيه غير رماله الخرساء
لا حت لي العلياء في أفاقها فأردتها دربا ألي العلياء
ومحبه للخير تسري في دمي ورعايه للضعف والضعفاء
وعباده للحق أين وجدته والحسن في الأحياء والأشياء
لتدور بعدي قصه عن عاشق رقصت به الدنيا جناح ضياء
نشر الطيوب علي دروب حياته وسري هوي في الطيب و الأنداء
وأطلُ في قلب البخيل سماحه وشجاعه في السلم والهيجاء
ومشي ألي المظلوم بارق رحمه وهوي علي الظلام سوط بلاء
متعوُ دنيا قد طوت أبائي وتهش دنيا أطلعت أبنائي
تلك السنون ببؤسها ونعيمها مالت بعودي وانطوت بروائي
أين الشباب ألفُ أحلامي به ليس الشباب الأن لي برداء
نفسي تحس كأنما أثقالها قد خيرت فتخيرت أعضائي
كم من رؤي طلعت علي جنباتها ركبا من الأضواء و الأشذاء
قلبت فيها بعد لأي ناظري فتعثرت عيناي بالأشلاء
يا للضحايا لا يرفُ لموتها جفن ولا تحصي مع الشهداء
ودعت للذُات الخيال وعفتها ورضيت أن أشقي مع الحكماء
فعرفت مثلهم بأني موخد بؤسي۔وأني خالق نعمائي
...
إني أراني بعد ما كابدته كالفلك خارجه من لأنواء
وكسائح بلغ المدينه بعدما ضلُ الطريق وتاه في البيداء
شكرا لأصحابي فلولا حبهم لم أقترب من عالم اللألاء
بهم اقتحت العاصفات بمركي وبهم عقدت علي النجوم لوائي
********
شكرا لأعدائي فلولا عيشهم لم أدر أنهمو الغوغاء
نهش الأسي لما ضحكت قلوبهم عرس المحبه مأتم البغضاء
ذني إلي الحسُاد أني فتُهم وتركهم يتعثرون ورائي
وخطيئتي الكبري إليهم أنهم قعدوا ولم أقعد علي الغبراء
عفو المروءه والرجوله أنني أخطأت حين حسبتهم نظرائي
...شكرا لكلُ فتي مزجت بروحه روحي فطاب ولاؤه وولائي
من كان يحلم بالسماء فإني في قلب إنسان وجدت سمائي
ليس الجمال هو بذاته الحسن يوجد حين يوجد رأء
ما الكون¿ ما في الكون لولا أدم إلا هباء عالق بهباء
وأبو البريه ما أبان وجوده وأنتم غايته سوي حواء
إني سكبت الخمر حين سكبتها للناس ۔ لا للأنجم الزهراء
لا تشرب الخمر النجوم وإن تكن معصوره من أنفس الشعراء
...
 
تلك السنون ۔ عقيمها كولودها حلو ليُ۔ كذا يشاء وفائي
فالليله العسراء من عمري وعمر الدهر مثل الليله السمحاء
يا من يقول (ظلمت نفسك فاتئد) دعني ۔ فلست بحامل أعبائي
إنُ الحياه الروح بعض عطائها وأنا ثمار الروح كلُ عطائي
ما العمر¿ إان هو كالإناء وإنني بالطيُب الغالي ملأت إنائي
فإذا بقيت ۔ فللجمال بقائي وإذا فنيت ۔ ففي الجمال فنائي
...
 
للُه ما أحلي وأسني ليلتي هي في كتاب العمر كالطغراء
يا صحب لن أنسي جميل صنيعكم حتي تفارق هيكلي حوبائي
وتقول عيني "قد فقدت ضيائي" ويقول قلبي"قد فقدت رجائي"