حين كنا فى الصغر
حين كنا فى الصغر
كانت الأضواء فى الليل كأشباح . . .
وقد كان المطر كانتفاض الريش
أو قل كارتعاش الطير إن هم به العزم
ولكن لم يطر
كانت الأرض على وعد
وكان العشق لحنا والمزاريب وتر
تعزف اللحن فأشقى
كلما مرت على القلب ذكر
من يبيع الأمس إنى ...
أرهن العمر فداء لخبر
عن لياليه اليتيمات وعن
سفن الريش التي ماعانقت غير البراءة
لم نكن نعرف مامعنى الكتاتيب
ومامعنى القراءة
لم نكن نعرف
إذ كان بنا الجهل
قد استزطن والعشق احتوانا
أيما طفلين كنا
كانت الأشباح حراس هوانا
كانت الأمطار تأتى من سمانا
لسمانا فى الحفر
أيما طفلين كنا
حين كنا . . حين كنا فى الصغر
****
حين كنا فى الصغر
كانت الأمواج حراس الجزيرة
لم نكن نخشى من البرد
ومن حر الظهيره
وإذا جاء لنا الليل وقالوا ها هى أم أدويس
لكن لم تجىء
كان بعض الحزن ياتينا
وياس يبتدىء
يحتوينا
وإذا قالوا هناك الجن فاحذر
لم نكن نعرف مامعنى الحذر
لم نكن نعرف إذ إن القدر
غير ما نلقاه فى هذا الزمان المنحدر
غير ما كان القمر
كان من أجمل مافيه استحالات الوصول
واشتهاءات اللقاء
كان يبكى حينما نأتى ولا يأتى
إذا جاء الشتاء
خلف بحر الغيم يبكى
دمعة كان مطر أيما طفلين كنا
حين كنا . .
حين كنا فى الصغر
****
حين كنا فى الصغر
خيشة نلبسها بالعكس
فوق الرأس
نمشى فى المطر حين يبتل الشعر
نغسل الشارع بالضحك . .
غريبين عن الجدران
عن لمع الحجر
لم تعد أسماؤنا فيه
ولا القلب ولا السهم الذى
يشطره نصفين ، ماعاد الأثر
وضيا حرفين كانا
روعة فيه وتذكارا لممشانا جدارا . .
إن مررنا فيه نزداد حنانا
نرتدى ثوبا جديدا كلما جاء المطر
ثم نأتيه بشوق عن أمانينا قصر
نرسم الحررفين والقلب الذى
يشطر السهم لنصفين
لكى يحيا الأثر
أيما طفلين كنا
حين كنا
حين كنا فى الصغر كان رمل البحر
يارملا بنيناه بيوتا وعشقناه صغارا
قبل أن يهمها الموج
هجوما وانحسارا
ذهب يمتد للشمس
غروب اسلم الدفة لليل اقتدارا
يعتلى الليل
نهارا يلفظ الأنفاس فى البحر
غروب أطفأ الشمس انحدارا
كم شهدنا غرق الشمس جلسنا
فوق ذاك الذهب الواهب
للشمس انكسارا
بنهار يحتضر
أيما طقلين كنا
حين كنا
حين كنا فى الصغر