أسميك أنت
******
. . وآن أو ان التواصل فى نقطة لم تطأها القوافل
ذلك المدار الذى نيتغيه يغطى المدار
وهذا النهار إلي نحن فيه يبيع النهار
كنت أراهن :
أن الفصول التى لونتها الدماء بداية
( ...............)
وأنك أصلب من قنبلة
وأنك أطهر من سنبلة
فماذا أسميك ؟
أسميك غائبة . . فارجعى
أسميك جائعة . . فاشبعى
فهذا أوان التواصل
فى نقطة لم تطأها الجحافل
عند التقاء السواقى بدمع المآقي
وعند إزدحام المحطات والأرصفة
كنت أراك على الماء جالسة تكتبين
تواريخ صمتى ومرثاة موتى
وكانت سيوف القبائل مشرعة فى الفراغ
تقاتل والدم ينزف منك
ولا شىء غير الدروب التي باعدت بيننا
ولا شىء غير الطيور التي هاجرت قبلنا
ولاشىء . . لاشىء يسأل عنك فماذا أسميك ؟
أسميك خائنة . . فارجمينى
أسميك عاشقة . . فاعشقينى
وكنت تجيئين من نقطة الصفر ، والصفر أكبر منى
وكانت خيول السحاب الأليفة تنفيك عنى
وكنت أراك مع الغيم سابحة تركضين
وكل المدارات كانت تدور
وكل البراكين كانت تثور
ومازال دمعك يهمى ويجرى
ويمتد مابين صدرى ونحرى
فلا بأس إن جردوك الثياب
ومت وصرت حضور الغياب فماذا أسميك ؟
 
أسميك عارية . . فاخلعى
أسميك قادمة . . فاسرعى
ومازلت أقرأ فى وجهك الساحلى
ترتيل موت الحياة وبدء الممات
وكان الجبين المرصع بالرمل والبرتقال
يجاهر أن سفينة بدء الخليقة تبحر فى اليم ثانية
وترحل قبل ختان القوافل
قبل اغتصاب الرمال ورواد السواحل
تحمل كل الحروف التي أنقذتها
وتعلن كل القلوب التي ما أتتها
وأنت تجيئين من نقطة الصفر ، والصفر أكبر منى
ومازال زاك الرحيل المفاجىء يقصيك عنى
فكيف أنا جيك كيف أقول تعالى ، أخلى ؟
تصيرين نافذة فى الفؤاد الغرير المكبل بالليلك الساحلى
وكيف أناديلك كيف أقول . . ؟
تهب عليك رياح السموم فلا ترحلى
وماذا أسميك ؟ ومازلت ترتعشين
ومازالت الشمس مطفأة فى الغمام ولا شيء
لا شيء غير الشعاع المجرد من ومضة الانبثاق
نراه يهاجر ، يرحل عنك بدون عناق
ونحن نسافر . .
ونحمل أحزاننا فى الحقائب
ندمن دفء المقاهى القديمة
تعرف كل الشوارع أقدامنا
وتشرب كل الفنادق أحلامنا
وتقرأ كل المطارات أوراقنا . فماذا أسميك ؟
وأنت تعيشين قبلى وبعدى
أسميك ماذا ولا إسم يجدى ؟
أسميك ماذا ؟ أسميك أنت . . .
 
* * * * * * * *