الأبناء
****
زياد لم يزل صبيا ً عمره ثمانيه
ومنذ عام  ٍ أو يزيد
كانت حياته وعشقه الكرة
لا حظت فجأة ً
أن الصبى قد زهد .
ولم يعد
إلى الطريق ينسرب وأمه
لا تستشيط من غضب
لعودة الصبى لاهنا
من التعب
لا تشتكى
من اتساخ ملبسه
ومن حذائه الجديد كالقديم
فأمر الأغتسال والذهاب للسرير
لا حظت فجأة ً
أن الصبى قد زهد .
ومنذ عام ٍ أو يزيد
كان الولد
يعود طائرا ً من الفرح
ليشهد الجميع نصره
ويحصى النجوم فى كراسته
لكننى لا حظت فجأة ً
أن الصبى قد زهد .
ومنذ عام ٍ أو يزيد
كان انتصار عيد مولده
حديثه وشاغله
منذ انتصاف العام قبله
ودعوة الأصحاب والجيران
لكننى
لا حظت جأة ً
أن الصبى قد زهد .
بالأمس لم يعد
حل المساء
ولم يعد
توجس الجميع مما يستر القدر
وأرعد المساء بالرياح والمطر
فى غمرة الخوف الرهيب والصلاة والدموع
قالوا لنا
المعتقل . . .
المعتقل ؟ !
نعم . . . فقد قاد الصبى صحبه
وهاجموا جماعة ً من الجنود
بوابل من الغضب
أفقت فجأة ً
لما ألم بالصبى .
أأنهر اندفاعته
اعنف انتفاضته . . .
ألومه لفعلته
تقابلت عيوننا
دعوت فى سريرتى
أن يحفظ الإله غضبته
كبحت دمعة ً
فشلت واضطربت لاهثا
ً تعانقت دموعنا
زياد ضمنى
وراح فى البكاء
ضممته . . ورحت فى البكاء
أسر فى مسامعى
بأنهم لم يضربوه
لم ينتبه
لكدمة ٍ فى جبهته
حكيت للصبى أننى
ضربت مرتين لم أعترف
سوى له
تبسم الصبى مدركا ً
وبش عند ذكر أمه
وأرسل السلام للجميع .
 فبراير 1988
******