المستخدمين
المستخدم:
كلمة السر:
المنتديات اتصل بنا تسجيل الرئيسية
 
Your Ad Here
شاعر الأسبوع
شاعرة الأسبوع
قصيدة الأسبوع
أخبار وأحداث New
حكاية مسعود الطيب
للشاعر نعيم صبرى

حكاية مسعود الطيب 
******* 
(1)
لما كانت مذبحة القلعه
فى العام الحادى عشر
فى القرن التاسع عشر
هرب الجد الأكبر فزعا ً من عسف الوالى
غثينا ً من وحشيته ،
رغم الظلم المعروف عن الأمراء .
باع الجد متاع المدن الوحشيه ،
قد عافت نفس الجد جفاء الطبع وسوء الحال
فتزود ما يكفيه والأبناء
وابتاع ثمانى نوق ٍ وجيادا ً .
بغد صلاة الجمعه
رحل الجد الأكبر والجدة والأبناء
وتوغل هذا الجمع جميعا ً فى الصحراء .
سار الركب شهورا ً و شهورا ً
واجتاز جبالا ً ، وديانا ً وسهلا ً
كان الجد يرد البعد بعيدا ً جدا ً .
حطت قافلة الجد الأكبر فى عق الأعماق
وتفرغ للحكمة والزاد وللأبناء
ولأبناء الأبناء .
****
(2)
حفر الآبار
حفظ الأبناء القرآن
وتواصل ترتيل الأجيال .
****
(3)
عندما ترسل الشمس ضوء النهار
لنسعى إلى قوتنا
ينهض النائمون ويسعون كى يصنعوا
خبز أطفالهم
والصغار تروح وتأتى وتضحك من حولنا
عندما تسحب الشمس أطرافها
يجلس الكادحون ليلتقطوا ، بعد سعى النهار ، النفس
وتص النوادر عن عقبات النهار
وتخابث بعض الفروخ الصغار
تصعد الضحات إلى ملكوت الغروب
وسحر السماء المساء
ثم بين النوادر والضحكات
يتصاعد همس التثاؤب يدعو جفون الصغار
ثم يدعو جفون الصغار
****
وينام الجميع ليصحوا الجميع
ويعود النهار ، وسعى الصبح ،
وسحر المساء وصنع الحياه
ثم تكتب بعض الحكايا باسفار تاريخنا
****
(4)
مرت الأيام والأعوام فى خير ٍ وعدل
عبرت اجيالنا الأولى كما كانت أمانى
جدنا الأكبر فى ماضى السنين
عندما فر من الظلم ومن سوء البشر
وتنامى عدد الأبناء والأحفاد صاروا غرباء
ونسوا أسماءهم دون انتباه
ونسوا أنسابهم دون انتباه .
****
(5)
مسعود كان كجده نبلا ً وطيبة معشر ٍ
لم يسترح لجفاء طبع عشيرته
لفتور دفء شعورها
لبداية الخلف الميت يلوح بين ربوعها
وانتاله كدر وحزن بالغ
وتذكر الجد الحكيم وسيرته
حزم المتاع وأمره أن يرحل
ويعود يختبر الحياة بلدته
فلعلها تصفو له ولعلها ...
لكن أعواما ً مضت
لم يدر مسعود بما أتت السنون باهله
لم ينتبه
قرن ونصف قد مضت
لم يعلموا
ماذا جرى لبلادنا
****
(6)
خيول ونوق ملونة فوق أرض الطريق
تغبر لون النهار وضوء السماء
نسيم الهواء دخان روائحه كالحريق
وكان الضجيج عميما ً بهذى البلاد
رويدا ً رويدا ً يزيد الهدير ، يضيع الكلام
أناس تروح وتأتى وخلق عظيم
ومسعود يمضى خلال الزحام .
****
تعود مسعود رؤية خط الأفق
وعند حلول المساء ، تضىء النجوم السماء
تعود رؤية شمس الغروب
ورؤية لون السحر .
ولكن شمس الشروق وسحر الغروب
وضوء النجوم تضيع جميعا ً بهذى البلاد
تعجب مسعود كيف تبيت السماء
بدون نجوم
وأين الغروب
وقام يصلى إلى الله أن يرحم العالمين .
****
(7)
وكان مساء ،
وكان صباح ليوم جديد .
****
(8)
كما يتعود الرجال وكل النساء وكل الصغار .
جميع الخطوب ، من البؤس .. لليأس .. للسوء .. حتى الممات .
تعود مسعود شيئا ً فشيئا ً جائب تلك البلاد
وليس - التعو - يعنى القبول بكل
عجي غريب . ولكنه الحياه .. شديد عنيد اكيد الحدوث .
(9)
كان يراقب ماحوله باقتدار فريد
ويسأل طول النهار ، ويحكى حكاية ما
كان من وجده والرحيل
ويسمع ماكان يحكى له عن خطوب السنين
وكان الجميع يزيدون بعض الرتوش
مبالغة ً فى انبهار الفتى .
وسخرية ً من براءاته ، وسذاجة ما كان من جده والفرار .
(10)
ويحكى الجميع عن الحرب والنصر والمعجزات
وعن زمن ٍ قبله ، هزمت فيه كل النفوس
ويحكى أنا س عن المنجزات
ويحكى اناس عن السرقات
ويحكون عن معجزات ٍ . عن الهفوات
وعن سقطات ٍ وعن صفقات
كلام كثير كثير
ويفهم مسعود بعض الكلام
ويجهل بعض الكلام .
لصوص ، لصوص ، بكل مقام ٍ وكل مقال
حلال .. حرام .. حلال .. حرام .. بكل مام ٍ وكل مقال
وبين اللصوص وين الحرام حلال وشرع ودين
ويعجب مسعود من هؤلاء ومن هؤلاء
يوفم يصلى إلى الله أن يرحم العالمين وأن يهلك الظلمين .
****
(11)
يراقب مسعود حال البشر
يشاهد كيف يفرق بين العرب وبين العجم
كذلك يعلم أن هناك فروقا ً تفاضل بين العرب .
وبين العرب
ويعجب أن هناك الكثيرين فى بلدته
يعانون تدبير بعض شئون الحياة لأفراخهم
وأن هناك الكثيرين يشكون وطأ الملل
يقوم حزينا ً يصلى إلى الله ثم يعود يتابع هذا العجب .
****
(12)
ويسمع مسعود عمًا يشيب الرءوس
عن الأم تقتل أبناءها
عن الإبن ينكر أسلافه
ويسمع عما يسميه بعض الرفاق انتحارا ً
ويسمع عما يسميه بعض الرفاق اعتقالا ً
وأن أولى الأمر ليسوا بعدل عمر وليسوا بظهر على
ويمضى يتابع طغيان حكام تلك البلاد وتفريط أبناءها
تذكر مسعود ما كان من جده
وفكر أن يرحل
****
(13)
ترى أين يرحل مسعود بعد الرحيل
ومم يكون الرحيل
هموم تعربد فى صدره ثم تسلب من السلاك
ويحلم بالجد والأهل والأصدقاء
ويحلم بالأمن بالصحراء
ويذكر كيف تغير طبع الجميع
وكيف تكدر فبل الرحيل ،
وكيف تزلزل بعد الوصول .
****
(14)
وقرر مسعود أن يفعل المستحيل
سيمضى إلى الطرقات ينادى بنى البلدة
ويفضح كل الخطايا ويقسو ..
بلا رحمة
وكان يين الرجل
بأن قليلا ً من الكلمات
سيبقى بتلك النفوس التى فقدت روحها
سيجمع من يستطيع من الصبية
يعلمهم كل يوم ٍ قليلا ً ، ويشرح ما قد
تجاهله الأهل ... ما قد أهالو عليه
ترابا ً كثيفا ً لينسوه .. ينسوا شعور الخجل
تصور مسعود أن النصيحة سوف تعيد
العقول إلى أهلها
وتمسح ذاك الصدأ .
(15)
تتحدث الطرقات عن رجل ٍ عجيب ٍ مذهل ٍ
يمى يخاطب من يقابله بدون مناسبه
عما يليق ولا يليق وما يصح وينبغى
يتوافد المارون حول صديقنا
يتعجبون من الحديث ومن حماسته
وصدق مشاعره
بعض يقول بأنه لابد درويش ومجنون فكه
بعض يحس بأن شيئا ً غامضا ً
يشجيه فيما يسمع
يتجمع الأطفال حول صديقنا مسعود يحلم بالصغار وبالأمل
شب الصغار على حكاياه ما أوصى به
أحوا رجالا ً يسخطون على مآسى أهلهم
أضحوا رجلا ً ينهرون ، يحاربون بلا كلل لن يهربوا
سيواجهون رذيلة الإخوان والأهل
جميعا ً فى شموخ ٍ فى غضب
وتظل أجيال تجىء من الغضب
ويعود ماسلبته منا غفلة ً دوامة الأيام واآثام ى تلك الحياه .
 
 
أغسطس - ديسمبر 1988 .
 
******
 
 
 

شعر الفصحى
شعر العامية
شعر الأغنية
الشعر الجاهلي
الشعر الإسلامي
الشعر العباسي
الشعر الاندلسي
الشعر النبطي
شعراء الطفولة
المرآة الشاعرة
دمــــوع لبنــان
المونولوج والفكاهة
فن الدويتو
مواهب شعرية
علم العروض
قالوا فى الحب
 
البحث
 
كلمة البحث:
بحث فى الشعراء
بحث فى القصائد