الآباء
*****
عبد الرحمن يروح صباحاً يسترزق
قوت الأطفال
كل صباح ٍ نفس المنوال
عبد الرحمن على علم ٍ بحقيقة كل الأحوال
لكن . . . ماذا يمكن أن يفعل عبد الرحمن ؟
فالقوت شحيح والأفراخ جميعا ً
تنتظر الحلوى والمصروف
تنتظر البابا كل مساء
وهو يحب الأطفال .
عبد الرحمن ينام حزينا ً كل مساء
يصحو أحيانا ً مفزوعا ً
يهذى أثناء النوم
يتذكر من ماتوا من جيل الآباء
يشتاق لكل الأحياء
يشتاق زيارة قريته
والعم حسين
صاحب دكان الألعاب
يشتاق الخالة أسماء
زوجة محمود الحلاق .
****
منذ ثلاثة أيام
والبلدة تفترها الأحزان
قتلوا سرحان
بعد صلاة الجمعة
خرج الفتيان إلى الساحه
كبر جمع الفتيان
ذعر الحراس ضربوا سرحان .
حوقل عبد الرحمن
عبد الرحمن يحب الأطفال
والقوت شحيح والأفراخ جميعا ً
تنتظر الحلوى والمصروف
لا حول ولا قوة إلا بالله
منذ ثلاثة أيام
والبلدة تغلى بالأشجان
الصبية تخرج أفواجا ً
هل يخرج عبد الرحمن ؟
والأطفال
هل يحسب عبد الرحمن ؟
والصبية تخرج أفواجا ً . .
عبد الرحمن
لعن المستقبل والماضى
لعن القرية والدنيا
لم يخرج صبح اليوم
نادته أم صلاح
انهض ياعبد الرحمن
لم يسمع عبد الرحمن
هزته أم صلاح
لكن الأحزان
قد قتلت عبد الرحمن .