دوامات الرحيل والحنين
*****
عندما جمعت بيننا غرفة
أحكمت غلق أبوابها فاعترانى الخجل .
قفزت للفراش وعيناها تبتسمان
طمأنتنى عذوبة بسمتها
فجلست
وسدت لى ذراعا ً لألقى عليه همومى
ورأسى ونفسى جميعا ً
كان وقع المساء حنونا ً على وجهها
فامتثلت
أين راح الأمان
أين راح الأمان بذاك الزمان
سحبتنى إليها فنمت وحلمت
فإذا بى أجرى وأقفز فى همة ٍ
إابى أعلو كطير
كنت أوسع خطوى وأشحذ قفزى فأعلو وأعلى . . أطير
لو تجاوزت كل القيود وكل السدود
ورحت أطير
قد عشقت السحاب الخفيف الشفيف
البياض وخفت من السحب السوداء
قد عشقت الطيور الصغيرة لكننى لا
أطيق الصقور وعنف النسور
حططت الرحال على نخلة ٍ فارهه
كانتمرا ً شهيا ً ، أكلت ونمت . . حلمت
بداخل حلمى بأنى نزلت إلى الأرض
رغم حنينى إليها - السماء .
عندما عدت لوعى كانت هناك
كنت اغفو على صدرها
احتوتنى إليها
رحت ألمس جبهتها . . شعرها
رحت أغلق عينيها ،
همست
ذكرتنى بأن الرحيل أزف
رحلت . . ورحلت وكلى حنين إليها - السماء .
ديسمبر 1988