اتى الحزن ذات يوم يبحث عن مآوى
فقلت له ..
لا هذا مكانك ولا هنا ما تهوى
فقلبي اقفل جميع ابوابة
فلا للفرح ولا للحزن سكنى

فتعجب الحزن وقال !!
وهل للانسان بلا مشاعر ان يحيا?
فثار قلبي وقال :
اذهب ايها الحزن من حيث جئت
فانا قلعة محصنة ..
لا يغزوها الا صاحبات العيون الكحلى

العيون المحاطة بجنود تغزو القلوب الحزنى
وتطير بها بشعور فاق الفرح بدرجات اعلى
فهو يفوق فرحة الارض الجرداء بالمطر
وفرحة الليل بضياء القمر
ودهشة الاعمى برجوع البصر
وسعادة الطفل اليتيم بعون القدر

فعن ماذا تبحث ايها الحزن الشقي
عن ماذا تبحث ايها الغبي
اذهب ولا تعود بعد اليوم الي
يكفيك ما فعلتة
الا تذكر كم جنيت علي ؟

فلقد اضعت معك احلى ايام الصبا
وسافرت معك الى ابعد مدى
وتهت برفقتك حتى انك تسربت..
في جلدي كقطرة ندى
اذهب عني الان
فاني ارتقيت الى اعلى من المشاعر
وتحولت من انسان مسالم .. الى فارس مغامر

الا ترى ...
الا ترى فقد اصبحت شاعر
شاعر ارسم طريق النجاة للحائر
واغني الجرح وانقشه على ورق الدفاتر
واحلق بدمعي الى السماء لانافس به الغيم الماطر
واطير اطير في الفضاء حتى اصبح للشمس في موقف زائر
اتحداها بالنار التي تسكن قلبي
فتخشع الشمس لناري

وتحضنني وتقول لي انت من اغرب زواري
فكم كنت اتمنى ان يطرق احدا داري
فمنذ ان خلقت وكل من يقترب مني تبتلعة ثعابين ناري
فكم انا للزائر في لهفة الانتظار

لا بأس ياشمسي ..
فانا بالمي ضيفك المغوار
وانا بناري بحار فيك كامهر بحار
وانا من بحرقته يضيء الليل كالنهار
فعن ماذا تبحث يا حزن
عن ماذا تبحث يا اعمى
فبوجعي ابني اعظم اسوار
اسوار تغطي الشمس وتحز كل الامطار

هيا ايها الحزن
لا تيأس ..
فان احببت فاركب في قطاري
واجلس مع اصغر اعصار
لكي لا تسحق بمجرد تيار
فانت لست الا فراشة تواجه براكين من الدمار