اليوم انتصبت رايات خضر فوق جبال من غيم وعقيقِِِ ـ
تمتد من الماء إلى الماء على كتفي هذا العالم
وأبو ذر يملأ كل حوانيت الفكرِ
و يدخل كل بيوت اللهِ
و أرصفة المدن الخرساء
يملأها غضباً أهدأ من عبق الوردِ
و إيماناً أرسخ من سلسلة القفقاس
و أنصع من ثلج القطب
ويمطر مع غيث الدنيا يمطر أسئلة
وسهاماً أبداً لا ترتد
بالأمس الغابر كان الطاغوت شظايا
و اليوم اتحد الطاغوت
الدنيا ابتدأت تتجمع ضدي ، من حولي ، فوقي ، تحتي
تتشكل أشكالاً شتى
أجهزةَ استخباراتِِ
وكلاباً ليلية
و فخاخاً أخوية
أقبيةً للكرم العربيِ
مشانقَ من صنع وطنيٍ
مؤتمراتٍ ضد الإرهابِ
فرق الموت الصدرية
خطف ، قطع رؤوس ، ومثاقب..
هدم أمريكي لمراقد
هدم شيعي لمساجد
فرقَ غباء شعبية
ومراجع لم نرها .. تحبا في العتمة
لم نسمعها تنطق
تحفر قبراً صفوياً يطمح أن يتسع لأمّة
وشيوخاً بدهاليز العهر الشرعي
تغطي بلحاها الكثة أغلظ عورات السلطان !
عادي أن تتآمر ضدي الدنيا.. كل الدنيا ..
إلا مئذنة الياقوت ..
أتـفهّم موقف أعدائي ..
أتـفهم منطق أعدائي ..
فأنا قد زرت حوانيت العفن الفكري جميعاً
لم يسلم مني حانوت .
أتكلم لغة الضوءِ .. ولكن أتقن لغة العتمة
وقرأت ( أجندات العتمة )
من أحلام العتمة أن النور يموتْ
لكن ـ في ضمن حدود المصحف ـ
ما أفظع أن
ما أفظع أن
يُصنع للمصحف تابوتْ.. !!
فليُصنع ذاك التابوت ..!
لو كل الدنيا صارت تكفر بالإيمان
وصارت تؤمن بالطاغوتِ
فإن المدّ المسلم ذاك العصب الناريَ
سيبقى حياً ..أبداً لن تلقاه يموت
المد المسلم ذاك العصب الناريّ سيبقى حياً ..حياً .. حياً ..
أبداً لن تلقاه يموت ..
هــذا ما يدمي كفر الكفر و يقتل جبروت الجبروت .. !!