فتوضأ من زبد البحـــــــــر
**********
يحكى أن صبيا فوسفورى العينين
طرى الشفتين
يجلس دوما صوب البحر
يأخذه البحر بعيدا
يسكنه الأصداف ..
يزوجه اللؤلؤ
و يطوف به فى غابات المرجان
يستنشق عبق اليود فينفتح الصدر
يطلق صبوته للريح
يبتعث حياة النار بأعماق البحر
نقش البحر على ساعده مره
أن السنوات تمر عليه
فلا تترك خطا فوق جبينه
لكن تنضج فى شفتيه البسمه
و يطيب العشق
يحكى أن عيون البحر اتسعت
خرجت منها إحدى الجنيات
نظرت فرأت هذا الجالس صوت البحر ..
نذرته لعينيها ..
ندهت :
يابن البحر
فرضت عليك طقوسى
هذا شعرى فرش و غطاء
هذى عيناى لمركب أحلام
كبحر و سماء هذا صوتى
يملك كل خيالات الشعراء
يابن البحر ..
ها أنت تصلى فى محرابى
ها أنت تردد أغنيتى ..
ها أنت حملت على ساعدك المفتول
شالى ..
و تأبطت ذراعى ..
يابن البحر
حولك تلتف خيوطى
فأنا نداهة عمرك
يمرق صوتى فى أذنيك
منذ عرفت البحر لأول مرة
منذ جلست على شاطئه
تحلم أن تخرج جنيته الآسرة تناديك
من بدأ نداءالعشق الأول ؟
فتهيأ ..
و توضأ من زبد البحر
قد تفزع .. تغضب .. تبكى .. تهرب ..
لكنك مشدود بخيوط النداهة .