هل في عباد الله مـن يرحـم المحـب
فنار الهوى عنده بتقلـي لـه الفـؤاد
وخده جرح من دمع عينه وما تصـب
ومازال من ذا الحب قاطع لمـاء وزاد
ومن فرقها حاسس بغمه علـى كـرب
وكم جهد قلبه صبر ما يعـرف الرقـاد
دخل له بحور الشوق جادف وما حسب
ولولا الهوى ماكان قلبه علـى النهـاد
فعينوا عبـاد الله لحالـه فمـا لعـب
ولاعرف الفحشاء ولا له بهـا مـراد
رقـوا لحالـه دام قـد حاطـه التعـب
اذا شاب راسه قال قد الحب له عنـاد
خفوا عليه الهم غصنه كمـا القصـب
دوائه غصون البان في عرقها سمـاد
من يرحمه مظلوم وبـاذل لكـم ذهـب
مراده يجد من با يشيره ولـو اشـاد
فعمه كما ابو جهل دائم علـى غضـب
من شده اطماعه غذائه علـى جـراد
وداخل مزاد بالبنت شابـه ابـا لهـب
وهو ذي قد احببها وموفيـه بـلا رداد
ومن جور حبه صب وواصل له الصبب
وبحر الهوى كبده وكم عاصر الكبـاد
وتبت يدى ذاالحب جالس علـى لهـب
وان لم يصل ما كان آمـل فيـا قهـاد
وماحد رحم حالـه ولا سمعـه وجـب
وبا يسعده ربـه ومـن ربـه السـداد
كما البنت قالت له نوينا على الهـرب
وقالت تشجع قـم ولا نـذري الرمـاد
وقالت مادام الاب رافـظ فقـد نصـب
واعلنتها فرقا على اهلي ولـو حـداد
ومن يقهر المحبوب بهجران فما جرب
وعايش كما الانعام في وجهه السـواد
فقال العرس قرب وبا نـودع الكـرب
نوينا على زفـه ونعـزم لهـا البـلاد
ولابد من ذا العم يرضـخ ولا هـرب
وبا نطمعه بالجود ونوفي لـه السـداد
فقالت تاخرنا وخـاف شعلـة الحطـب
كما والدي طامع ومالـه علـى كسـاد
فردد مدام الحـب فـي قلبنـا نشـب
فما ظرنـا واشـي ولا نيتـي فسـاد
ولابد بعد الغرس من مضغـة العنـب
ولابد بعد الضيق مـن ضحكتـك وداد
فقالت اكيد يا خل صبـراً ولـو تعـب
وبعد الصبر تنظم سعـده مـع سعـاد