للشاعر
أحمد الشمام
سدنة الخراب
يا الراكضون ....لكم الماء الموارب في التشكُل يا اللاهثون خلف خبز الرعاة
لكم ماءٌ تتوحد أقدامه بكله
ازدهاء ًبكأس لا يدوم
لنا أن نخلع نعالنا في الوادي المقدس .. كوى
كوى ً نتركها لكم مرايا
بقعر ما جف من آبارنا
كي تروا .. ما أنتم آيلون
ولنا سماء تهبط أو نصعدها
نتمرأى بها
لنا ااا في الفلوجة يصعد قمر الله
* * *
في الفلوجة يصعد قمر الله
يرفو جرحى الحرب
ينقل رسائل بعثت من أرض(أور) إلى شرفة العالم المائلة
يركل الكؤوس
لينقش على الماء حكمته
فالدافق يجري/
والساكن ......... مستنقعات
لكم زهوة ماء المستنقعات
يأخذ شكل الكؤوس الآن /
وغداً
للغيب إذ ينتهي الحشيش يا....
ويرحل الرعاة
* * *
الزجاج يفضح
وكل فخَّار بالذي فيه
وأنا أعلم أن البلاد تنسج ثكلها وكل نبي غريب الأهل وائل
فيا أيها اللاعبون
أضيفوا ما استطعتم من مائكم على بحر الخليج
ليعلو...... قليلا..........ا
............
يا عرا ا ا ا ق ... أكتفي ببغداد الذبيحة / تنسلُّ من نخلها
تغازل قمر الله ( وفديناه بذِبح عظيم )
تدير ظهرها للعالم الزاحف قطيعاً من رعاة وخناجر
وتعلِمنا ا ا ا......... كيف اليمين والشمال يمزقان الخاصرة
* * *
يا رقاص الساعة أضعتنا بعتم الجهات
عُد بنا لساعة الرمل / حكمة الأرض في العدل....... عُد ...أعلى ....... وأدنى ومضيق تختنق فيه كاف الرمل
المحتكم إلى الزبد
.........
لأن الدمار خيم كان لابد من حداة يسوسون درب القافلة
وأرواح تزرع كشاهدة وسط الخراب
/ أو لغة
لغة تنجب من يقول غدا :
- الشارع المنسرب من مسقط رأس عمر
حتى أفق قدميه
- الساحة التي اتسعت لتناثر محمود كقذيفة متحضرة
- الرصيف المقاطع لجسم مهنّد ...........
.......
كنا نقتفي أثر الموت / ندعوه لخرائبنا المرتبة بأيدي الأصدقاء
كان لابد من فخّارنا لينضح بما يخفون / كان لابد من زجاج التضحية
ليشفَّ بآسن مائهم/ والعطر يفضح أنوثة المقابر
كان لابد من نارٍ كي نميز بين الفَراش ....
والحشرات التي تدفعه إلى الحتف
تأخرت يا وقت / يا وقت تأخرت بذرف الشتاء بأرضنا
لتفتضح البذور............
وكان الموت متواضعاً يتمشى بيننا يبادلنا الابتسامات
العزف يغري بالغناء
والأبيض يشي بلوثة تمددت في زوايا الدائرة
بعيداً عن ضوء مصفق للضجيج
كمعارض / أو باهت كحياد الراقصة .
* * *
الأبيض نقي ... أو لوحة بيضاء
مثل أنــــــ..ثــــ...ــــى حلَّت ظفائرها
أو......... وطن مستباح
فكم عاقل يخرج من البئر حجر الجنون..
/ وكم.....؟
لنثقب الكون /
نهرِّب فيه الضوء الأبيض
الأبيض مثل سؤال........
لنغمد فرشاة الخطيئة بجِرار الندم
لتكسر المدينة خزف سيرتها الأولى
والخزَّافون فقدوا أصابعهم
إذ لم تَبُح بسر الضوء للطين
وما تفيأت بظل شمس الهاجرة
.............
طوبى لدلمون...
لامرأة الآجر
ولنصلِِّ.........لفخّار أجدادنا
والقادمين من الشرق / من الغرب الأُلى قشّرونا
حتى حدود فخارنا
لينضح الشمال
والجنوب
والوسط
بما لم نجسَّ منذ بضع خناجر فقط .
* * *
أيها الطغااااة . . . لا تغيبوا كثيرا
قد تجمِّعنا غريزة القطيع تحت عصاكم والصولجان
وتفرِّقنا شريعة الغاب / إذا تركتم حصتكم لنا/
وغار ماؤكم في رمل الغياب .
يا عراق ...
بغداد ثكلى العواصم ..... والجهات
وسِفر التكوين مختنق بلا مدينة تُرضعه ليروي أسفارها
بغدا اااااااد نسوق أحطاب العمر إلى تنّورك
وفاقد الشيء يعطيه/
من ذاته . ..يعطيه
يغنيه بلذة الفقد
سَل الأخرس عن معنى اللسان
وسل حجر التاريخ الأصمِّ عمًّا يحفظ لبابل
تنبلج بغداد / والمقامُ عُــــــــــــــــــــــــــــــــــراق .
* * *
أيتها الحرب لم تفاجئينا
منهم من قضى فيك وطراً ... / أو.......ينتظر
- وكان لا بد للأفواه من تراب كي ينبت الندم-
ومنا من لا يمتلك سوى الحياة تدير ظهرها
واثقة كنبوءة الأنبياء
لا يسعنا إلا هذا الوطن
فالفظينا كيفما شئت أيتها الحرب التي لم تترك حجراً على حجر/
لتسند كلمة أختها في طابور الوصايا المترادفة
.....
........
لنا ما يدفع الأعمى إلى الغزل
لنا غَرفة من ماء هذا البحر............. وحفنة من هواء لم يجف
لنا شمسنا البيضاء التي لم نعصبها بشال أحمر , أصفر , أخضر , أسود كيلا تضيع
لنا أشجارنا وقد تركت لأقفاصكم عصافير أحلامنا وما اصفرّ من عشبة روح جافلة
أعلينا أن نحاكم الله / هل عبر هذا الزمن السرمدي خطأ
وعلينا أن نصدقكم.../ إذ طعنتمونا في أدبارنا وخلتم أن وجوهنا تلك/ وعلينا أن نعترف ............
إذن لا ضير في أن نفسِّر الماضي
والرجال الذين تململوا عن لحم نسائهم قليلا ليتركوا مسافة
كممر ضيق في مضيق جبلي كي يتسلل رجالات كسرى
إلى خدر نسائهم وأسرّة الأطفال
* * *
من باع بغـــــــــــــــــــــــــــــــداد .........؟
من قصَّ حبال صوتها وأطلقها للصراخ
من أسرج للمغول خيلنا.........؟/ وعلَّمهم عادات نسائنا في فراش النوم؟
كانوا بدايةً شرفاء كعاهرة تريد .........و...لا تريد ...
كانوا خجلى كامرأة العناق تدفع بالصدر وتشد بالأظافر الكاسرة
ما وجدوا سوى الماء ليلطخوا زجاج أسمائنا /عبثا
والآآآخرووووووووون ....
الآخرون أطلقونا في أول الموت
كمن يدحرج جِراراً إلى الأودية
نحن حرَّاس المدينة / وما ذبنا إن لم تكن دماؤنا زرقاء؟
وأن لثغت بأحمر الورد والرايات ....؟
كي تداهمنا الثيران التلبس في حظائرنا جلد الحمل
هي حرية..........
وللكاذب أن يصدق كذبته
وأن يرسم حدوداً
(كغثاء أحوى)
الأوطان التي تهدى كوسام وكينونة لم تكن
إلا على الزبد ..
حرية تشبه الخط على الرمل .... .أو تكاد
وللكاذب أن يصدِّق .
هل نزرع الورد بالزجاج و نكاثره بالمرايا........؟
أم ننصت لحكمة الأشجار ؟
الأشجار الحكيمة لا تنحني
كما النبات الإمَّعة
هي تدرك
أن الفأس لا تميِّز
وكلنا هنود حمر أمام تلك القبعة
بينما شمالنا
صال و قال لهولاكو :
" هيت لك نحبك ما أجملك"
وجنوبنا جال ليس حباً بعلي بل كرهاً بمعاويه
* * *
أيها الهواء
نحن مسامير الأرض فيك توحَّد بها ...استجب
واغرسنا في الأرض آبارا
ابن العلقمي يشيل عن بينلوبة نسجها
على مرأى من ولاة الأمر
مرَّ طابور من الطغاة ولم ننتفض
أحصان طروادة الآن كله ولم يُرَ
ولم يسمِّ أمراؤنا وشعراؤنا ما حدث
قصائدهم ...طرائدهم
فرَّت من قصب الأصابع
بلا ريش إلى ذرى الأنهار البعيدة
تركت مناقيرها
ليحفروا..... خشب جذعك يا وطن
كذب الشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعراء
ولو صــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدقوا
* * *
ذهبنا إلى الحرب
ومثل أعمدة توهمت رصيف الأرض أمَّا
غذَّت بقية الروح في أفق قاماتها
ظانَّة أنها لم تزل أشجاراً
ولم ننكسر
واثقوووون
واثقون مثل طلقة خرجت /
مثل تاريخ قديم
نملك أننا الخيل وفرسانها ( والعاديات ضبحاً فالموريات قدحاً)
ولكم
(كالحمار يحمل أسفارا )
لشعوب الأبد
وهي تحتطب ما تقصف من أشجار تاريخنا/
ليبنوا بيوتا
وتاريخا من زبد
............
لنا..... أن نبدِّد عملة الخوف على موائدكم
لنا .....أن نركل مراكب الندم
أن نعبر جسر الخسارات
لنا..أنَّا لا نملك الخوف / الذي سار لكم خلف القافلة
لنا....طموح الفضة الحالمة
ولكم : أنتم زهوة قطيع الذهب
الهارب من رعاته تحت التراب
ولأن قمر الله يصعد في الفلوجة
لا تخيفنا الميتات المؤكدة .
* * *
علمتنا بابل أن المدينة تُفهِم الطير اللغة/ - والأبراج دلالة النسور لأعشاشها -
سومر , آشور ,
و الوركاء علمت إبراهيم الأسماء كلها
وعلمتنا فيوض العالم السبعة
وأن اللغة فاضت عنه من جديد...........
وما من جديد
الأسماء ظل للمسميات/ بل روحها /
وماذا بعد ؟
الأشياء مشاجب
الأسماء طحالب تسلقت الوجوه
مشاجب تبحث عن أسماء لقيطة
وأسمال تركض خلف المشاجب بحثا عن اسم ومعنى ...
وبغداد النخل الذي يحدو الريح حرا
غَذُّوا في جذوره فأر (سد الذرائع) فأر سد المآرب/ أو دسها
ليغدو مشجبا يكلله القيد المذهب
والروح تلثغ بكاسره
بـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــغداااااااااااااااد
أإلى كرسي مستدير ولا طاولة ؟!
كي يتسابق الجلساء بأعجازهم تحت جنح الظلام
فأي مقال في المقام البخس يا ثللا أجلست أنجابها على الخازوق
ودقت أنجاسها على مشجب الجيوش
بمسمار الهلام ؟
............................
هو الطوفان إذن
و الفلوجة سفينتنا
يا قمر الله ليس من طير
ألا دلني على مرسى
كل سهول العراق جبال / إلا الجبال والنخل سارية و ياطر
بغداد غزالة شردت
مهرة شموس للكبرياء
بغداد سر هذا الزمان / يفسر المسافة بين الزناد والشاهدة
والشاهدة الأعلى من ناطحات السحب
بابل سومر
المكيَّر
وكل شيء فوق الأرض ؛
أو كان من بغداد
قرن هذي الأرض لجر البحار أو مناطحة السماء
* * *
وما عليك يا حامل قمر الله
إلا أن تقد قميصك من قُبُلٍ وتغسل عباءة أبي ذر من دم الذئب
لئلا يجفل القطيع ويقتلك الرعاة
خذ . . . . .
خذ حجرا من زقّورة بابل
خذ .......
سيف نبو خذ نصر
خذ الحجر السومري – هبوط إنانا ..... وصعودها-
خذ ألواح الأقدار السبعة من عشتار
خذ .. غضب تعامة / قرار الفناء
على بشر أوجعوا رأس الآلهة
وخذ ............
خذ..... آر بي جي سفن
هو عصاك تروز بها البحر
وتعزل الملح الأجاج
عن عذب الفرات /
وإن سألوك قل ل. ل . ل
(هي عصاي أهشّ بها على غنمي ).. /أو البحر
وإن سألوك قل ... وقل , وقل
ولا تقل ......لا مآرب
وعندما يجيء الليل
هش قطعان الشموس
إلى كل أرض السواد
يا قمر اللــــــــــــ / يا قمر الفلّوجة في سماء اللـــــــــــــــه
بغداد 11/4/2003
تعليق:
كتبت القصيدة في الأيام الأولى للحرب بينما كنا نحاول أن نسند شيئا من سماءات بغداد المصدعة
|
