الرامى والنبلة
*******
طفل يدور فى شوارع الميدان
يراقب الطيور فوق آسطح الجيران
فى جيبه الحصى
ونبلة بكفه غريبة العصا
*******
ساعتها ذهلت من هول
ما رأيت
رأيته يشدها . .يشدها
وبالحصاة فجأةً يطلقها
تفزع الطيورتارةً
وتارةً تصيبها
وساعةً تطيش الرياح
تهشم الزجاج والمصباح
*******
ياطالما نصحته
لكنه لم ينتصح
وظل يرمى فى فرح
********
ومرة . .فمرة
وقد رمى عصفورةً
كانت تغنى للصباح
هوت كثيرة الجناح
من جلرحها تنزف
وأمها من فوقها ترفرف
تشيلها تنوح
تحضنها ، تبوسها
تعالج الجروح
والطفل ذاهل يبص فى خشوع
تسيل من عيونه الدموع
وحين طارت ثانية
ودعها بنظرة حانية
وقال فى خضوع:
قد تبت يابصير . .ياسميع
عن هذه الفعلة
وكسر النبلة
وعاد يمشى يرتجف
يجر أذيال الأسف
يحكى لأمه
وأمه تبوسه
تضمه بحضنها الدفيىء
تقول قولة حكيمةً:
ياطفلى البرىء إن الطيور مثلنا أمم تستشعر الألم
لها أب وأم