وَقفتُ بعقلي اتأمل ذاك الحصن والأسوار
حصن بوابته شتقول مثلها في الحجم ماصار
حرت هذا حصن لو طود وبيَّ اترامت الأفكار
حصن عالي يضاهي الغيم يتحدى رعد وامطار
حصن خيبر حصن شاهق ومبني بأصلب الأحجار
بيه اتحصنت عدوان وحوله حفّرو الانهار
وعاشوا بيه مسرورين يتحدون ليل انهار
يهود اعلى الغدر رابين منهجهم نهج كفار
يا ما أسسوا الحروب ضد المصطفى المختار
انا اتخيلت هذا السور وجيت انظم لكم اشعار
كأني واقف اقباله واتفحص يمين ايسار
وأقول من العجب يا جيش يقدر يقتحم الأسوار
كفاية الباب ما ايفتحه إلا العسكر الجرار
يا هو اليفتح أبوابه ويا هو اليُرجمه بالنار
فجأة ولنّي أسمع صوت والدنيا تطير اغبار
من هذا اللي فوق الخيل وبيده حامل البتار
قالوا هذا ليث الغاب واسمه حيدر الكرار
هذا المايهاب الموت لو كاس المنايا دار
بحر تتمايج اهواله وسيفه في الحروب اعصار
مَسَك باب الحصن بيده واهتز الحصن وانهار
كفو او نعمين ياحيدر يا بركان الغضب والثار
بالمحراب انت النور وانت في الشدايد نار
سر النصر مودع فيك يا قلعة من الاسرار
ما خاب الذي والاك يا رحمة من الجبار